تكريم رسمي لبناني للأديب المهجري الراحل نواف حردان

TT

في احتفال ثقافي يقام غدا بالقاعة الكبرى في قصر الأونيسكو ببيروت، يمنح الرئيس اللبناني إميل لحود وسام الأرز الوطني من رتبة فارس للأديب اللبناني الراحل نواف حردان «تقديرا لعطاءاته الفكرية والثقافية» بحسب ما ورد في بيان من «منتدى حرمون الثقافي» الذي أسسه حردان بعد عودته في 1992 إلى لبنان من هجرة استمرت 40 سنة في البرازيل.

ويلقي عدد من المشاركين في الاحتفال كلمات في الراحل، الذي هاجر في أواخر 1952 إلى الأرجنتين ومنها بعد عام إلى البرازيل، أولها للدكتور نبيل الخطيب، رئيس «منتدى حرمون الثقافي» إضافة إلى كلمة يلقيها نقيب الصحافة اللبنانية، محمد البعلبكي، وثالثة من رئيس اتحاد الكتاب العرب، علي عقلة عرسان. كما يلقي عبود فضول، وهو «شاعر منتدى عرمون» قصيدة في الأديب الذي أبصر النور في 1922 ببلدة راشيا الفخار في الجنوب اللبناني، إضافة إلى كلمة يلقيها جبران عريجي، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكلمة لوزير الثقافة غازي العريضي، كممثل أيضا للرئيس لحود في الاحتفال الذي سيستمر 90 دقيقة، وتتسلم فيه السيدة اخلاص حردان ناصيف، ابنة الأديب الراحل في 1993 ببيروت، وسام الأرز الوطني تكريما لوالدها، المعروف بعمله في حقل التدريس ثم في الصحافة منذ بداية الخمسينات، فكان أمين سر لتحرير جريدة «الحضارة» الدمشقية، كما كان مديرا لتحرير صحيفة «الجيل الجديد» التابعة آنذاك للحزب السوري القومي الاجتماعي قبل أن يهاجر إلى الأرجنتين والبرازيل، حيث أسس في 1975 جريدة «الأنباء» الأسبوعية بالعربية والبرتغالية في سان باولو، التي كان فيها من المشاركين بتأسيس «عصبة الأدب العربي» التي انتخب في 1978 أول رئيس لها.

ولحردان، الذي أصدر في 1973 مجلة «الرابطة» أسبوعية عامة في سان باولو، مؤلفات عدة، أهمها «أضواء وحقائق ـ دراسة في التوراة» أصدره في 1970 بالبرازيل، إضافة إلى «حفيد النسور» وهي رواية صدرت في 1970 بسان باولو، كما ورواية «مهجريات» في 1979 اضافة الى «سعادة في المهجر» وهو عن 9 سنوات عاشها أنطون سعادة مهاجرا في البرازيل بدءا من 1921 قبل أن يعود الى لبنان في 1930 ويؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد ذلك بعامين.

يذكر أن حردان، الذي توفي في يونيو (حزيران) العام 2000 بعد صراع مع مرض السكري، أصدر بعد عودته إلى لبنان مؤلفات عدة، أهمها «هاني بعل رسول الحضارة» إضافة إلى «زنوبيا قضية سيف وكتاب» ثم الجزء الثاني من «سعادة في المهجر» وهو عن الفترة التي أمضاها مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي بين 1938 و1940 في مهجره القسري الثاني بالبرازيل والأرجنتين. كما أصدر كتابا تاريخيا بعنوان «صانعو تراثنا الثقافي الحضاري» إضافة إلى «على دروب النهضة» ثم رواية «أسد بابل» وتبعها برواية «سيف سنحاريب». وكان يعمل على كتابة روايات ومؤلفات أخرى، تركها بعد الوفاة، منها مجموعة قصصية قصيرة بعنوان «أقوى من الموت» ورواية بعنوان «سميراميس» ومؤلف آخر عن «فيثاغور عمود الفلسفة» إضافة إلى كتاب تاريخي عن «السراجنة» وآخر عن «الدكتور خليل سعادة، رائد وطنية وفكر وأدب» ثم عن «نبوخذ نصر قاهر اليهود» وكتاب بعنوان «عشتاريم» وآخر تاريخي موثق بعنوان «كان المسيح سوريا» ثم كتاب بعنوان «فخر الدين المعني بطل سوري شهيد وعظيم». لكن نواف حردان رحل تاركا مسودات جميع هذه المؤلفات من دون أن يسعفه المرض لإنهائها.