الحقيبة الثقافية

TT

* بيروت تحتفي بأعمال المعماري الايطالي انطونيو غاودي

* بيروت ـ «الشرق الأوسط»: ينظم الآن في بيروت وحتى الثامن والعشرين من هذا الشهر معرض بعنوان «غاودي، مهندس معماري ومفكر» في معهد سرفنتس. والمعرض هو عبارة عن 51 صورة التقطها المصور مارك يمارغاس لاعمال المعماري الكبير انطونيو غاودي (1926 ـ 1952) تتبين من خلالها الاعمال الاكثر رمزية لغاودي، كما ترافق الصور مختارات من افكار المهندس المعماري الذي وسم كاتالونيا وبرشلونة بأسلوبه.

واستعاد غاودي اليوم مكانته الحقيقية، بعد ان اعتبرت اعماله طويلاً نتاج شخص مصاب بمرض عصبي. وكانت انجازاته الاولى قد اتسمت بقربها من الاسلوب الغوطي، الذي تحرر منه تدريجياً لكن تصاميمه ظلت تتسم بوحدة كبيرة: واجهات متعددة الالوان، اشكال متموجة، كثرة الزخرفة، ايحاءات نباتية او حيوانية، في عصر يعنى بالعلم والتقدم. إنه احد كبار مهندسي الحجر ان لم يكن آخرهم. وتعتبر دراسته للبناء مهمة جداً، إذ انه وضع تصوراً للقوى الميكانيكية المؤثرة على البناء، لذلك لم يتردد في إمالة الاعمدة مثلاً نحو داخل البناء، مقدماً حلاً جديداً كلياً في التطورات التعبيرية الفنية. واعتمد الفنان منذ العام 1885 القنطرة البارابولية التي سمحت فكرتها بالتخلي عن الزاوية القائمة التي اعتمدها المهندسون المعماريون خلال اجيال. في الحقبة ذاتها، بنى غاودي بعض الاعمال خارج برشلونة: التعاونية العمالية في متارو (1882)، كازا دياز في سانتاندير عام 1885، القصر الانغليكالي في استورغا عام 1892. كازا اندريس في ليون عام 1894، كنيسة جالية غويل في سنتا كولومادي سرفيلو (1898 ـ 1910) حيث طبق للمرة الاولى مبدأ الاعمدة المائلة. الزخرفة الداخلية لكتدرائية بالما (1904 ـ 1910) حيث لا تتناقض اشغال الحديد الا ظاهرياً مع الخطوط القاسية للبناء القروسطي. ان الاسناد الى روح القروسطية يوجد حتى في النظام التسللي للبناء. لكن بدل التقدم به شاقولياً من الاساسات الى القمة فضّل غارودي برنامج عمل يعتمد على بدء التنفيذ وانهائه في اجزاء البناء بالتناوب، مقلداً بذلك البنائين الذين كانوا يشيدون خورس الكنيسة ويتركون الجناح والواجهة للاجيال المقبلة. هذا التصور الفريد في الازمنة الحديثة، والذي يبدو عملاً غير مكتمل، يظهر تحفة فنية بعد انجازه. ولم يستطع غاودي ان يبني سوى جبهة جانبية وقسم من صدر الكنيسة.

* حسان بورقية ومحمد الفايز يفوزان بجائزة الأطلس الكبير وناشرون مغاربة يحتجون على جائزة «الكتاب الجميل» الفرنسية

* الدار البيضاء ـ سعيدة شريف: فاز الكاتب والمترجم المغربي حسان بورقية بجائزة الأطلس الكبير لأحسن ترجمة أدبية لعام 2004 عن ترجمته لرواية الكاتب المغربي ادمون عمران المليح «عودة أبو الحكي» الصادرة عن «دار افريقيا الشرق» بالدارالبيضاء، كما فاز كتاب «حدائق المغرب واسبانيا والبرتغال: فن العيش المشترك» الصادر عن «دار مليكة للنشر» بجائزة أحسن كتاب جميل، وهو انطولوجيا مشتركة عن الحدائق قام بها ثلاثة كتاب هم: محمد الفايز من المغرب، ومانويل كوميز من اسبانيا، وتيريزا بورتيلا ماركيز من اسبانيا، فيما منح تلامذة ثانوية ديكارت جائزة لأحسن ترجمة أدبية بتقديرهم لفاطمة الزهراء أزرويل التي ترجمت رواية الكاتبة المغربية أنيسة بلفقيه بعنوان « سحر الكلمات» الصادرة ضمن منشورات «مرسم».

وإذا كانت جائزة الأطلس الكبير للترجمة الأدبية لم تخلف أي رد فعل من طرف الناشرين ولا الكتاب المغاربة، فإن جائزة الكتاب الجميل قد عرفت جدلا كبيرا في أوساط الناشرين والكتاب المغاربة، لأن ترشيح خمسة كتب فقط لهذا الصنف من الجائزة، لا يعكس برأيهم حصيلة الانتاج الأدبي والفني بالمغرب طيلة هذه السنوات الثلاث، التي عرفت ما يربو على ثلاثين عنوانا.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» ذكر عبد القادر الرتناني مدير «دار ايديف للنشر» بالدارالبيضاء أنه لن يترشح لهذه الجائزة مرة ثانية، وأنه لا يتفق مع أصحابها «في طريقة اشتغالهم غير الاحترافية، لأنه بدل أن يقدم للجنة تحكيم مجموع ما عرفه المغرب من إنتاج في هذا الصنف الفني والمعرفي الذي وصل الى ثلاثين عنوانا، اقتصرت على خمسة عناوين فقط. ومن بين تسعة كتب التي تقدمت بها «دار ايديف للنشر» تم قبول كتاب واحد فقط، هذا مع العلم أن الدار تنتج أربعة كتب في السنة. ولما اتصلت بمصالح الكتاب بالسفارة الفرنسية لأستفسر عن المعايير التي تعتمد عليها هذه الأخيرة في قبول ترشيح الكتب، لم أتلق أي جواب».

وهذا دفع العديد من محترفي الكتاب والناشرين بالمغرب الى التفكير في إحداث جائزة للكتاب الجميل بالمغرب في أفق عام 2005 سيترأسها الكاتب عبد الجليل الحجمري. وسيتم الاعلان عن هذه الجائزة في ندوة صحافية خلال الأيام المقبلة.