تحت عنوان «تحديث مصر» يفتتح صباح الاربعاء الرئيس المصري محمد حسني مبارك فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ومن المتوقع ان يشهد اللقاء السنوي الذي يعقده الرئيس مبارك بالمثقفين والكتاب والشعراء عقب انتهاء مراسم الافتتاح ويحضره فاروق حسني وزير الثقافة نقاشات حادة، خاصة بعد أزمة الوزير مع المثقفين، التي أطاح فيها بالناقد علي أبو شادي رئيس هيئة قصور الثقافة على اثر نشر الهيئة ثلاث روايات. وكان الرئيس مبارك أعلن في افتتاحه الدورة الماضية للمعرض انه لا رقابة على أي كتاب في مصر إلا بحكم قضائي.
ويأتي انعقاد المعرض هذا العام في ظل أجواء غضب لم تخفت حدتها بعد في أوساط عدد كبير من الكتاب والمثقفين والشعراء، حيث طالبوا في بيانات احتجاج ضد سياسة وزير الثقافة بمقاطعة أنشطة المعرض، كما قدم عدد من الكتاب استقالاتهم من عضوية اللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، والاشراف على «السلاسل» في الهيئة العامة للكتاب، وهيئة قصور الثقافة.
ويشارك في المعرض هذا العام 85 دولة عربية وأجنبية بينهم ايران والسودان والعراق كما يشارك في المعرض 3 دول بوفود لأول مرة بالاضافة الى 14 منظمة عربية ودولية.
وقررت اللجنة الاستشارية العليا للمعرض رفض طلب اسرائيل المشاركة في فعاليات المعرض هذا العام للموقف المبدئي للمثقفين المصريين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني يومياً في الأرض المحتلة من قمع وبطش في مواجهة البربرية الاسرائيلية.
واعلن الدكتور سمير سرحان رئيس مجلس ادارة هيئة الكتاب المنظمة للمعرض انه سيشارك في دورة المعرض 2765 ناشراً منهم 578 مصرياً و394 عربياً و1793 أجنبياً يمثلون 85 دولة ويعرضون 3.95 مليون نسخة كتاب.
وأضاف ان المعرض سوف يشهد اسبوعاً للقدس تضامناً مع الانتفاضة الفلسطينية حيث ستقام ندوتان يومياً وأمسية شعرية، بالاضافة الى معرض للفن التشكيلي ومعرض للحرف البيئية والتشكيلية، ويشارك في فعاليات اسبوع القدس ياسر عبد ربه وزير الثقافة الفلسطيني ونبيل شعث وحنان عشراوي، ومن الشعراء والكتاب الفلسطينين محمود درويش ويحيى يخلف واحمد دحبور وحنان عواد الى جانب مجموعة من شباب الانتفاضة المصابين الذين سيقدمون شهادات حية عن الانتفاضة، كما سيتم عرض عدد من الأفلام التسجيلية عن الانتفاضة.
وأوضح الدكتور سرحان ان اللجنة الاستشارية العليا للمعرض اختارت عنوان «تحديث مصر» كعنوان رئيسي للمعرض هذا العام ويتناول المحور رؤية مستقبلية لتحديث مصر في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وأشار الى ان المعرض سيناقش عدداً من القضايا الرئيسية أهمها الصراع العربي ـ الاسرائيلي وتجديد التراث وقضايا المرأة وتطوير القرية وتحديث الزراعة والأحزاب السياسية والفكر الديني واستقلال الجامعة والعولمة والبطالة والشباب وفكرة القومية العربية.
وأكد الدكتور سرحان ان معرض سيشهد العديد من أوجه النشاط أهمها ندوات السرايا الرئيسية التي تضم ندوات المحور الرئيسي وندوات «كاتب وكتاب» واللقاء الفكري، وتشمل لقاءات مع وزراء الخارجية والتعليم والسياحة ووزير التنمية المحلية والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والدكتور مصطفى الفقي وكيل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب وشيخ الأزهر والنائب العام ورئيس محكمة القيم والعالم المصري الدكتور احمد زويل.
ويقام على هامش المعرض برنامج «الليالي العربية» ويضم 6 ليال تخصص الليلة الأولى للكويت وعنوانها «الكويت عاصمة ثقافية عربية بين ضغوط القوى الأصولية وسؤال الحداثة». ويشارك فيها الدكتور خلدون النقيب والدكتور محمد رميحي والفنان عبد الله الرويشد، كما تحمل الليلة الثانية عنوان «ليبيا والثقافة العربية واشكالية التوجه الافريقي الجديد»، ويشارك فيها محمد الشويهري ومحمد الفيتوري وأحد المطربين الليبيين.
وتخصص الليلة الثالثة للمملكة العربية السعودية بعنوان «الثقافة السعودية بين البنى التقليدية وآفاق التجديد» ويشارك فيها الدكتور تركي الحمد والدكتور عبد الله الغذامي. وتخصص الليلة الرابعة لدولة تونس بعنوان «حوار المشرق والمغرب في الثقافة التونسية». ويشارك فيها عبد السلام المازني وجميلة الماجري والمنصف الوهايبي. وتحمل الليلة الخامسة «الثقافة السودانية وأزمة الغياب من الساحة الثقافية العربية» ويشارك فيها الطيب صالح وامير تاج السر تعقبها أمسية غنائية مع المطرب السوداني محمد وجدي، وتخصص الليلة السادسة للعراق بعنوان «الثقافة العربية وتجاوز أزمة الحصار وجراح السياسة» ويشارك فيها الشعراء سامي مهدي، وحميد سعيد، وخيري منصور والكاتبة بثينة الناصري، وتعقبها أمسية غنائية مع كاظم الساهر.
وأشار الدكتور سرحان الى ان الندوات المتخصصة سوف تناقش هذا العام قضايا التصدير ومكافحة الاغراق والملكية الفكرية والتجارة الالكترونية وحلم السوق العربية المشتركة الى جانب ندوات طبية حول أمراض السكر والكبد والكلى والتحاليل الخاصة بمشكلة الأمراض، كما سيتم تخصيص ندوة لمناقشة التجربة الاماراتية في التحديث الالكتروني والتي تتمثل في تجربة «القرية الالكترونية» ويشارك فيها محمد احمد السويدي من أبوظبي بالامارات، كما تنظم الشبكة القومية للمعلومات ندوة حول «المعلومات التكنولوجية والعلمية في القرن الحادي والعشرين» تحت رعاية الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي.
وأضاف انه لأول مرة هذا العام سوف تخصص سرايا تحمل اسم «سرايا الكتاب» وتعرض لأهم 100 كتاب خلال العام وتناقش اهم المشكلات التي تواجه التأليف وصناعة الكتاب، بالاضافة الى السرايات الموجودة في العام الماضي وهي المقهى الثقافي والاحتفاليات والسينما والمسرح وإبداعات جديدة وملتقى الشعراء الشبان ومكتبة الأسرة وغيرها، كما ستخصص ندوات لمناقشة البرامج والمسلسلات التلفزيونية والقنوات التلفزيونية المتخصصة ودورها، ومستقبل البرنامج الثاني الثقافي.
وأشار الدكتور سرحان الى انه تم الاتفاق مع لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب للحضور داخل المعرض بهدف التعرف على المشكلات التي تواجه الشباب والاستماع الى آرائهم حيث سيتم تخصيص مكان باسم «ملتقى الشباب الفكري» وسيحضره الدكتور محمود عوض رئيس اللجنة بمجلس الشعب وعدد من اعضاء المجلس، وسوف يشارك فيه وفد من مديريات الشباب والرياضة يضم نحو 10 آلاف شاب من مختلف المحافظات، موضحاً انه تم الاتفاق مع المهندس نبيل المازني رئيس مجلس ادارة هيئة النقل العام لتيسير وصول رواد المعرض الى أرض المعارض، كما قررت القوات المسلحة تخصيص 20 حافلة لنقل الجمهور داخل أرض المعرض.
وأوضح الدكتور سرحان انه لأول مرة وتدعيماً للسياحة الثقافية قامت الهيئة بتخصيص رحلات خاصة مباشرة الى المعرض خلال ايام 26 و28 و30 يناير (كانون الثاني) الجاري لوفود من الصين والكويت والبحرين، ويشارك في المعرض 10 منظمات دولية وعربية منها الامم المتحدة واليونسكو ومؤسسة البابطين الكويتية والفرقان السعودية وأكاديمية فهد للعلوم العسكرية والجامعة العربية والصحة العالمية والعفو الدولية والعمل الدولية ومركز التراث الشعبي بالخليج وأكاديمية نايف العربية ومعهد الاتحاد العربي وهيئة الاذاعة الالمانية والمركز القومي للبحوث الاجتماعية، وقد تلقت الهيئة طلبات من أكثر من 30 محطة تلفزيونية عربية وأجنبية ووكالات الانباء لتغطية انشطة المعرض، كما تشارك الأميرة هيساكوتا كامارد ابنة امبراطور اليابان بصفتها مؤلفة يابانية في ندوات «كاتب وكتاب» عن كتابها «جبل الجليد اسمه لولي» وهو الكتاب الذي يعنى بإبداعات الأطفال. وقد أبدت الأميرة رغبتها في ان تقوم الهيئة باصدار الطبعة العربية لكتابها ويحكي عن مغامرة حقيقية لطفلة قامت بها للقطب الشمالي.