مؤسسة ثقافية مغربية باسم إدمون عمران المليح

TT

بمبادرة من أصدقاء ومريدي الكاتب المغربي اليهودي ادمون عمران المليح أعلن يوم الرابع عشر من هذا الشهر بالخزانة العامة بالرباط عن تأسيس «مؤسسة ادمون عمران المليح للأدب والفنون» بحضور الكاتب نفسه وحسن أوريد الناطق الرسمي باسم القصر الملكي وأندري أزولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس وحسن نجمي رئيس اتحاد كتاب المغرب ومجموعة من المثقفين والاعلاميين المغاربة.

وتهدف هذه المؤسسة الثقافية المستقلة، التي ستتخذ من الخزانة العامة مقرا لها بناء على تصريح لادريس خروز مدير الخزانة، الى «خدمة الثقافة وفتح الحوارات الجادة حول القضايا التي تشغل الكتاب والفنانين بالمغرب بمختلف مشاربهم وتعدد أساليب تعبيرهم، والابتعاد عن الخطابات الأكاديمية وكل أشكال التمجيد والمباهات الفارغة والانفتاح على ثقافات العالم والمستقبل». وهي أهداف ذكرها الكاتب ادمون عمران المليح في الورقة التي قدمها في هذا اللقاء والتي ركز فيها على أن تكون هذه المؤسسة إضافة نوعية الى المؤسسات الثقافية الموجودة بالمغرب لا منافسة لها، فضاء للحوار حول ثلاث قضايا أساسية بالنسبة للثقافة بالمغرب ألا وهي: التعدد الثقافي، اللغة، وأزمة الكتاب. وذكر المليح في ورقته «أن القراءة مشكل عويص بالمغرب لأنه حتى الآلاف من الجامعيين لا يقرأون ولا نتجرأ على الكلام في الموضوع... لم نعد ندرب أطفالنا على المطالعة، والكتاب غائب في الأسرة لصالح ألعاب الفيديو والتلفاز العادي. ثمة معاينة أخرى لا نريد الالتفات إليها: لقد بيعت الملايين من الهواتف الجوالة بين الأكثر عوزا من الناس، بينما يعد بيع الكتب بالآلاف! بؤس إذن. ليس الكتاب شيئا مجردا، ولا سلعة عادية، إنه كاشف سر الوضع الأدبي وبشكل أعمق أيضا للمنغلق في الوضع الثقافي».

وهو المعنى نفسه الذي أشار اليه أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي في كلمته، بقوله إن أغلب شبان المغرب لا يقرأون وإن قرأوا فإنهم يفعلون ذلك بشكل متسرع وغير مكتمل وهو ما ينعكس على هويتهم الثقافية التي يشوبها الكثير من الخلل، والذي بامكان مؤسسة مثل مؤسسة ادمون الثقافية تصحيحه ودفع الشباب الى اتخاذ أساليب القراءة الصحيحة والنبش في تاريخ المغرب وفي ثقافاته المتعددة التي تشكل جزءا من أصالته وفرادته.

وعن سؤال لـ «الشرق الأوسط» حول الجهات التي ستمول هذه المؤسسة الثقافية ذكر حسن أوريد والأطراف المساهمة في هذا المشروع أن هذه المؤسسة هي مؤسسة لكل المثقفين المغاربة وغايتها ليست البهرجة بل خدمة الشأن الثقافي المغربي بأقل ما يمكن من الوسائل. واقترح أوريد أن يتبرع الفنانون التشكيليون المغاربة بلوحة تشكيلية كل سنة لتمويل هذه المؤسسة ما دامت أنها مؤسسة للأدب والفنون. غير أن ادريس خروز مدير الخزانة العامة يرى أن المشكل المادي لن يشكل عائقا أمام هذه المؤسسة، لأنها قد توصلت قبل حتى الاعلان رسميا عن تأسيسها بمبالغ مهمة من أصدقاء الكاتب ادمون عمران المليح الذي وهب جميع كتبه وكل مقتنياته من لوحات فنية الى الخزانة العامة بالرباط حتى يستفيد منها الباحثون.

والكاتب ادمون عمران المليح رجل سياسة وأديب معروف، صدرت له العديد من الأعمال الأدبية باللغة الفرنسية وترجمت كلها الى اللغة العربية، أولاها روايته «المجرى الثابت» التي نشرت عام 1980، ثم «أيلان أو ليل الحكي» 1983، «ألف عام بيوم واحد» 1986، «جان جوني، الأسير العاشق» 1988، «عودة أبو الحكي» 1990، «أبنر أبو النور» 1995، بالاضافة إلى مؤلفات عن التشكيل المغربي.