فاروق وهبة يرسم عبقرية الحضارة الفرعونية

TT

صدر للفنان التشكيلي والنحات المصري فاروق وهبة كتاب يضم مجمل أعماله في ميدان الرسم والنحت، مع نبذة عن حياته المهنية وأضواء على مسيرته الفنية والمدارس التي اعتمدها لتوصيل أفكاره إلى المهتمين. ويبدو من مجمل اعمال وهبة انه يهجس بمنحى اساسي في اعماله وهو الكشف عما تحتويه الحضارة المصرية الفرعونية القديمة من غنى فني وروحي يمكن للتشكيل ان يجسده بأبهى صوره، وكذلك بما تحوز عليه تلك الحضارة من مواد خام بإمكانها ان تمنح الفنان الموهوب مقدرة فائقة على مد تكويناته بعناصر حيوية.

وفي هذا الشأن جاء في مقدمة الكتاب التي كتبها توني تونياتو استاذ تاريخ الفن في اكاديمية فينيسيا الايطالية فان تجربة الفنان فاروق وهبة «تنطلق من منهج التجريب التشكيلي كقالب فكري معاصر لمنظور الحضارة المصرية القديمة». ويقول انه «يستخدم الخامات المختلفة كلغة لتحقيق فكره الخاص، ولا يستخدم الخامة لذاتها، ويطوع الاشارات والايحاءات الهيروغليفية في عمله بشكل مبسط لتحديد عناصر فكره الفني رغبة في تحقيق فن مصري معاصر، وتجربة الفنان هنا هي محاولة مؤكدة للوصول الى مفردات لغة يمكن استيعابها في كل مكان».

ومما جاء في الكتاب حول البعد الفرعوني في اعمال وهبة انه ظل يواصل البحث حتى عثر على كتاب الموتى الفرعوني ورحلة الحياة بعد الموت، وتلك التعاليم والاشعار التي تحدد بداية الرحلة حتى نهايتها، أي عودة الحياة بعد الموت. وكانت اعماله التي شارك فيها في بينالي فينيسيا الدولي عام 1990 حصيلة هذا البحث والتي برزت بشكل واضح في لوحاته «وزن القلب» و«الرحلة في مركب الشمس» و«التحنيط».

يذكر ان فاروق وهبة من مواليد مدينة المنصورة عام 1942، واقام معارض شخصية عديدة ابتداء من عام 1975 في القاهرة والكويت وبولندا وروما والنمسا وفي عدة مدن ألمانية، كما شارك في معارض دولية عديدة في مصر والخارج، وحصل على جوائز مصرية ودولية عديدة أبرزها جائزة بينالي القاهرة الخامس والجائزة الاولى لبينالي دوبرفتيك بيوغوسلافيا ووسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الاولى من رئيس جمهورية النمسا.