رواية عراقية تبحث عن آثار ضائعة

TT

صدرت اخيرا رواية جديدة للروائي العراقي طه حامد الشبيب عن دار الشؤون الثقافية في بغداد وحملت عنوان «طين حُرّي»، وهي الرواية الثامنة للشبيب في فترة تعد قياسية.

والمطلع على انتاج الشبيب الغزير (رواية كل عام) ينتابه شعور بعجالة المؤلف وعدم تأنيه في تقديم اعماله، مما يجعلها عرضة للعيوب الفنية ـ المتوقعة ـ والتي قد تحصل في مثل هذا الفن الادبي الصعب الذي يتلمس التفاصيل ضمن بناء محكم لعالم حكائي ونظام سردي يتطلب أناة ودقة ومتابعة للأشخاص والأحداث واحكامها نفسيا ضمن نسق السرد، فضلا عن الاهتمام بتوليد الدهشة في رصد الحدث وتحقيق المفاجأة، اضافة الى وظيفة الإقناع التي تتطلب لغة عميقة دالة وصياغات تصعد بالحدث الى اعلى مستويات التعبير.

لكن الشبيب استطاع في رواياته جميعها ان يحقق معادلة التوازن الجمالي في الشكل والتعبيري ـ في المضمون ـ وحقق اعمالا روائية جديرة بالدراسة والقراءة الجادة المعمقة لما جاءت به هذه الروايات من احتفاء بالتجربة المنسوجة بصدق فني وتأسيس سردي لا يفرط بعناصر نجاح العمل الروائي. وبطل الرواية الجديدة «طين حُرّي» لا يختلف عن نمط ابطال الرويات السابقة بغرابة اهتمامه ورحلات اكشافاته وهو ينقب ـ في طين حري ـ عن آثار ضائعة في مقبرة، متحديا الكثير من الظروف والملابسات، عائشا حياة ممتلئة باللأسرار واسباب الدهشة والأحداث الغرائبية، ليصل الى نهايات مقترحة ـ كعادته ـ داعما ذلك بلغة غنية بالإشارات والرموز.