الالمانية آنا جيريكا: هدفنا تعميق المعرفة المتبادلة بين آداب الشرق الأوسط وأدبنا

مديرة مشروع ليتريكس: دائرة «الإسلام والحداثة» تطلق مشروعا كبيراً باسم ديوان «الشرق والغرب»

TT

من أجل نقل الأدب الالماني الحديث الى اللغة العربية وعدد من اللغات الأخرى، قامت المؤسسة الثقافية الالمانية بتكليف الدكتورة آنا جيريكا بادارة مشروع ليتريكس الذي يقوم على تفعيل أهداف المؤسسة وتنفيذ ترجمات توصل الأدب الالماني الحديث الى اكبر مساحة من القراء على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» التقت في القاهرة الدكتورة آنا جيريكا وكان معها هذا الحوار حول المشروع واهدافه.

* كيف بدأت فكرة المشروع؟

ـ تم تكليفي من قبل مؤسسة الثقافة الالمانية بإدارة المشروع في خريف عام 2002 لأنني كنت قد قمت ببعض البحوث حول كيفية تقديم الثقافة الالمانية للعالم في جامعة «كيل» شمال المانيا. وكان استخدام الإنترنت في اعتقادي اسرع وسيلة لوصول الأدب، وكان القرار بترجمة الكتب الحديثة وليست القديمة، حتى يستطيع الكاتب والقارئ العربي وغير العربي ايضا ان يكون في موقع مواز للقارئ والكاتب الالماني وعلى دراية بما يحدث في سوق الكتاب الالماني الآن. والغرض ليس تقديم الادب الجميل فقط وإنما الكتاب المتخصص وكتب الاطفال ايضا. باختصار عرض كامل لسوق الكتاب. وهذا ليس مقصورا على الكتب الانجليزية أو العربية فقط، وانما هناك اقتراح بتقديم مناطق مختلفة من العالم في كل عام على اساس تدعيم ترجمة الكتب الالمانية الى لغة هذه المناطق.

* على أي اساس يتم اختيار المناطق التي تعملون بها وكيف تم اختيار المنطقة العربية؟

ـ في الحقيقة، يتم اختيار «المناطق غير السهلة»، أي المناطق التي تعاني من مشكلات في سوق الكتاب ونشره وما الى ذلك، على اساس انها مناطق غير معروفة لنا. وبالنسبة للمنطقة العربية لا بد من الحديث عن 11 سبتمبر وأزمة الشرق الاوسط وتوافق ذلك مع استضافة معرض فرانكفورت الدولي للمنطقة العربية ايضا.

* ماذا عن الاختيارات التالية؟

ـ هناك الصين منطقة أبعد قليلا وتكاد تكون منطقة مغلقة امامنا، إلا ان مشروعنا محدود الى حد ما، فله فترة محددة بالنسبة للتمويل وما الى ذلك.

* كم عدد الكتب المقترحة للترجمة الى اللغة العربية، وما الميزانية المقترحة للمشروع؟

ـ لقد تم اختيار 45 كتابا من أجناس مختلفة ما بين الأدب والكتب المتخصصة وكتب الأطفال، من قبل لجنة مكونة من 4 نقاد للأدب. وهذه اللجنة تعمل مع اللجنة العربية المكونة من د. هبة شريف المترجمة المعروفة واستاذة اللغة الالمانية باحدى الجامعات المصرية حاليا، ومدير المؤسسة الثقافية السويسرية برو هلفيسيا، وسمير جريس المترجم والاذاعي بصوت المانيا دويتش فيلله، ود. هدى عيسى المترجمة واستاذة اللغة الالمانية باحدى الجامعات المصرية. تلتقي هذه اللجنة مرتين في العام وعلى اتصال دائم طوال الوقت بالنسبة لمشروع ليتريكس الذي تموله مؤسسة الثقافة الالمانية بمليون ونصف يورو.

* هل تقوم المؤسسة الالمانية بإصدار الكتب المختارة؟

ـ المؤسسة الالمانية للثقافة تقوم بالدعم المالي ولا تقوم بتنفيذ المشروع، لكنها تختار الجهة المنفذة للمشروعات المقترحة. في حالتنا هذه الجهة المنفذة المركز الثقافي الالماني «معهد جوته»، ويتولى «معرض فرانكفورت الدولي» عرض المشروع في جناح خاص، كذلك التنسيق مع الجهات الدولية الخاصة بالكتاب والتي منها معرض القاهرة الدولي للكتاب. وكنا قد غبنا عن معرض بيروت للكتاب لأن المشروع لم يكن قد اكتمل بعد، لكننا قابلنا بعض الناشرين المصريين والعرب في معرض فرانكفورت في دوراته التمهيدية إلا اننا على تعاون دائم ومستمر مع معهد جوته ومؤسساته المختلفة المنتشرة في العالم العربي.

* ما هي معايير اختيار دور النشر العربية؟

ـ في الأساس لا بد ان تكون دار نشر مختصة بالأدب الاجنبي، ولها خبرة في التعامل مع المؤسسات ولها ثقلها، كذلك لا بد ان تكون لديها خبرة في شراء حقوق النشر والترجمة وعمل التعاقدات مع المترجمين.

* ما هي معايير اختيار الكتب الالمانية التي ستترجم الى اللغة العربية؟

ـ نختار بعض الكتب التي تناقش المشكلات الالمانية المعاصرة. لكننا نحرص أيضاًعلى تقديم الكتب التي تتناول الثقافة والحياة والأدب الالماني المعاصر غير المنفصلة عن الواقع العالمي. فعلى سبيل المثال هناك كتاب «شبكة الفساد» وهو من الكتب المتخصصة لمؤلفه بيتر أيجن ويتناول الفساد وقضاياه ويتحدث مؤلفه عن منظمة لملاحقة الفساد في العالم. مثال آخر كتاب «يوم في عام» لمؤلفته الشهيرة كريستا فولف، التي تسجل فيه يومياتها المهمة عبر اعوام عديدة. * هل تهتمون بترجمة الكتب الالمانية الاكثر مبيعا، أم الاكثر جودة، أم الكتب التي في الظل رغم اهميتها؟

ـ في الحقيقة نحاول ان نكون خلطة من الانواع الثلاثة، لكن الاقرب لنا أن نختار الكتب المهمة التي في الظل اكثر. ولدينا الرغبة بالتأكيد في نشر الكتب الناجحة ايضا، اعني بالناجحة هنا الاكثر جودة والطلب عليها كبير. ونختار الكتب المطروحة على المستوى الالماني ولها صدى في العالم العربي مثل كتب أوفه تم والكاتب نوبرت جشتراين.

* ما هي الانشطة التي قدمتها ليتريكس من قبل؟

ـ في معرض القاهرة الدولي للكتاب الأخير تم الربط بين معرض فرانكفورت ومعرض القاهرة من خلال مقابلات مع الناشرين المصريين والعرب من اجل اختيار بعض الكتب التي سنقوم بترجمتها الى اللغة الالمانية، كما اننا نحاول تكوين صورة عامة وشاملة عن حركة الكتاب وسوق الكتاب العربي بالتعاون مع معهد جوته والديوان الغربي الشرقي وقد تمت قراءات مشتركة بين كتاب مصريين وألمان في بعض الندوات التي اقيمت في المعرض.

* وماذا عن مشروع «ديوان الشرق والغرب»؟

ـ يسعى مشروع «ديوان الشرق والغرب» الى تعميق المعرفة بين آداب الشرق الاوسط وبين الأدب الالماني عبر فترة تمتد الى ثلاثة اعوام عبر تجريب اشكال جديدة من اللقاءات بين الادباء. وهكذا يلتقي كتاب المان بزملاء لهم في البلاد العربية وتركيا وايران وهؤلاء الكتاب يقومون فيما بعد برد الزيارة. من خلال هذه اللقاءات المتبادلة يتعرف الادباء على بعضهم ويجوبون انحاء البلاد ويقرأون من اعمالهم في لقاءات مشتركة، ويكتب احدهم عن الآخر، كل بلغته.

«ديوان الشرق والغرب» مشروع كبير وضعت محاوره دائرة «الاسلام والحداثة» تحت اشراف جورج خليل ونافيد كرماني ويقوم بتنسيقه توماس هارتمان. وتدعم وزارة الخارجية الالمانية هذا المشروع الذي ترعاه ادارة مهرجان برلين ومعهد برلين للدراسات المتقدمة، «دائرة البحث المختصة بالاسلام والحداثة». اما التنسيق بين الجهات المختلفة فيقوم به «معهد جوته انترناشينال» و«دار ثقافات العالم» واذاعة غرب المانيا والموسوعة النقدية للأدب الاجنبي المعاصر ومجلة «ديوان للشعر العربي والالماني» ودار نشر بيك وكذلك «برنامج الفنانين» الذي ترعاه اكاديمية «شلوس زوليتوده» الالمانية.