كيف يفكر المثقفون العراقيون في الداخل وبماذا ينشغلون؟

TT

حكم صدام العراق 24 سنة بالتمام والكمال، سمعت خلالها اصوات متعددة للثقافة العراقية او للوسط الثقافي العراقي. اعلى تلك الاصوات واكثرها لفتا للانتباه كانت اصوات المثقفين العراقيين في كل المنافي التي احتضنتهم، سواء منها القريبة او البعيدة. هؤلاء المثقفين، كانوا وهم يمارسون حقهم بالكلام او الصراخ او الابداع يؤسسون لما يمكن تسميته ثقافة الغربة او المنفى.

غير هؤلاء ظهر على الساحة العراقية مجموعة من المثقفين الذين اقتربوا من النظام مؤمنين او مرغمين، فجار انحيازهم السياسي او التصاقهم «الجغرافي» بالنظام على قيمتهم الابداعية.

بين هؤلاء واولئك كان العراق يمور بكواكب من المبدعين الذين سدت في وجوههم الابواب والمنافذ، فبقوا في «الداخل» حراسا محافظين على الجدار الاخير للثقافة العراقية التي لم تبتليها الغربة ولم يلغها النظام. هؤلاء كيف يفكرون الآن وماذا يفعلون وكيف ينظرون الى حال الثقافة العراقية؟

الشاعر والصحافي العراقي هادي الناصر معروف بهدوئه وابتعاده عن الضوء الاعلامي على الرغم من كونه شاعرا متميزا وصحافيا نشطا دؤوبا يعمل في جريدة «الصباح الجديد» وهو مقل في نشر نتاجه الادبي في الشعر والنقد الا انه حاضر دائما في الوسط الثقافي العراقي.

* كيف ترى راهن الثقافة العراقية؟

*الهم الرئيسي الآن هو كيف نعمل على جعل الثقافة العراقية فاعلة في بناء تركيبة المجتمع، وفق صيغة تنويرية لها من التأثير ما يجعلها تلج في اهم مفاصل الحياة بصيغ علمية مدروسة وضمن منهجة وبرمجة يشرف عليها متخصصون لهم الباع الطويل في تركيبة الطيف العراقي.. حيث بدأت تظهر نزعات هنا وهناك.. كما ظهرت دعوات للانتماءات الضيقة التي هي بمحصلتها تعني تفتيت هذا المجتمع وتشظي رؤاه، المهم هنا وفي ظل حرية كنا ننشدها طيلة عقود مضت يأتي دور المثقف النزيه، المثقف الذي لا يميل الى الاستكانة ولا الى الانتكاس، بل يعمل جاهدا على نبذ الخصومات والتعكر على ما آلت اليه المرحلة السابقة بكل حساسيتها وتراكماتها كما اعتقد ان راهن الثقافة العراقية يشوبه التشويش وعدم وضوح الرؤية، اضافة الى تهميش دور الاديب في البناء السياسي القائم الان، وهنا لا اطالب للاديب بموقع سياسي وانما ليكن بموقع المستشار لكونه مفكرا ومسيرا فاعلا لمفاصل الحياة.

* قراءة المستقبل في التاريخ

*تعد القاصة عالية طالب من الاصوات القصصية ذات الحضور الفاعل في الساحة الادبية في العراق، لانها تتمتع بمقدرة طيبة في اداء القصة والرواية والكتابة الادبية باشكالها المتعددة وقد جاء عطائها متجسدا في عدد من المجموعات القصصية والروائية ابتداء من مجموعتها القصصية «الممرات» التي صدرت عام 1988 عن دار الشؤون الثقافية في بغداد ومجموعتها القصصية الثانية التي حملت عنوان «بعيدا داخل الحدود» وصدرت عام 1989 فيما صدرت روايتها الاولى «الوجوه» عام 1995 عن دار الحرية في بغداد بينما صدرت روايتها الثانية «ام هنا.. ام هناك» عام 2001 عن دار الحرية ايضا وحصلت على جائزة الدولة للابداع..

تقول عالية انها تعيد قراءة كتاب تاريخ الوزارات العراقية متداخلا مع الثورة العربية الكبرى للمؤرخ عبد الرزاق الحسني، وتضيف: الغريب ان الخيوط التي حركت (ابطال) المسرحية العشرينية تعاد باقتباس كامل وربما تحذف بعض المشاهد هنا او هناك لضرورات مرحلية ليس الا، لكن المنهج بقي كما هو، من يريد ان يعرف مستقبل المرحلة الراهنة فليقرأ كتب تاريخ العراق المعاصر وسيعرف ان الحلول تقررها الشعوب التي تختار قادتها لا من يعينون لها، حينها سيبرز لنا جلجامش العظيم وهو يتحدث عن كيفية معالجة الظروف القاهرة في ملحمته القانونية، تاريخنا شاهد حي ولا بد من الاستفادة من نقاط ضعفه وقوته. وعن عملها الادبي الجديد تقول: بغداد.. التي تعيش في عراقي الاثير، اكتب عنها الان رواية خاصة، تلامس جراحاتها، وتمسح الغبار عن شفتيها وتضع اصبع المحبة على نزيفها. انها رواية قاسية، تؤذي مشاعري وتعيدني الى تفاصيل الغصة الدامية التي جرت وتجري فصولها على بلدي، ولا ادري لماذا يستهوينا هذا الالم النبيل دائما، ربما لان البطل هو الارض وربما لاننا لا نعرف ابدا ان نعيش في دائرة تحتويها، ربما...

*برلمان الضمير

*يتميز الروائي طه حامد الشبيب بانه انجز ثماني روايات مكتوبة في مدة قياسية هي أقل من عشر سنوات تعد صاخبة وهو يتعامل فيها مع واقع مليء بالمتضادات والمتغيرات أنعكست بشكل واضح على مجمل اعماله التي بدأت برواية «انه الجراد» حتى روايته الثامنة «طين حري» التي صدرت مؤخرا عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد..

* ما هو سر الظهور المفاجئ للروائي طه الشبيب وبهذه الغزارة التي اثارت تساؤلات متضاربة؟

*ـ الظهور للنص وليس للكاتب، فمن الممكن ان تكون لكاتب عشرات النصوص من دون ان تشفع له بالظهور، أعني، وكما تعلم، ان الظهور لا يتم بمجرد طرح الاسم في الساحة الثقافية، أذن فالامر مرهون بقدرة النص على اجتذاب الاهتمام به، وليس لنص روائي ان يكون بهذه المواصفات إلا اذا استوعب سر الوصول الفني الى مركز التلقي، وهنا لا يبدو شكل الكتاب المجرد، الشكل بذاته، كافيا مهما كان أخاذا لتحقيق هذا الشرط، ان لم يكن الشكل مجترحا من طبيعة المضمون لن يكون ثمة وصول مؤثر الى مركز التلقي، على هذا فالسر كامن في فاعلية المضمون وامكانيته في تفجير المزايا، ولكن متى يكون المضمون بهذا العنفوان؟.. وأزعم ان التجربة الانسانية التي أكتنزها تجربة حقيقية، تجربة تضارع التضور من لذع خيبة الامل.. تجربة تكفي لتشكيل غيمة من الروايات..

* «خاصرة الرغيف» روايتك الخامسة رصدت رحلة غريبة الى الخارج.. بكل ما تعني هذه المفردة، خارج الوطن، خارج الذات الخ.. وهذه الرواية زامنت ظاهرة مغادرة المثقفين للبحث عن فرص اوفر، هل غادرت الوطن من خلال هذه الرواية، ام رصدت هما أرخته فنيا لتقول رأيك الخاص بهذه الظاهرة، ظاهرة الهجرة؟

*ـ لقد رصدت رواية «خاصرة الرغيف» ظاهرة الضياع الذي يستبد بالانسان وهو يفر من مواجهة المسؤولية فلم تكن ظاهرة مغادرة الوطن بحثا عن فرص اوفر وانما فرارا من تحمل المسؤولية ضياع انساني بكل تفاصيله المروعة كان يستبد بالفارين، وقد انعكس ظل قيمة الضياع على البناء الفني للرواية، فكما تتذكر كان ثمة اسلوب سردي خاص جدا بهذه الرواية، جمل سردية تائهة لا يكتمل معناها الا بعد لم شتاتها المبعثر هنا وهناك، وجمل حوارية لا تدعي أي من الشخصيات انها تفوهت بها.. هنالك تبؤ مفجع من السد، لا تعرف بالضبط من هو السارد وهكذا، وعلى صعيد موقع الروائي في هذه الرواية، لم يغادر الروائي الوطن في «خاصرة الرغيف» بل عقد صفقة هرب بموجبها روايته الى الخارج مقابل عودته بجثمان الشيخ الميت ليعتني به داخل الوطن، كما جاء في المشهد الاخير للرواية.

* كيف تنظر الى موقف المثقف في المرحلة الراهنة؟

ـ ما يهمني الان هو موقف المثقف العراقي، وازعم ان جميع مثقفي العالم يهمهم موقف هذا المثقف، للاسف لم يتبلور لحد الان، وعلى الرغم من مرور اكثر من سنة على نزول المآزق التاريخية فينا، أي موقف يحسب للمثقف العراقي، للاسف هناك نكوص مروع عن المسؤولية التي تعقد بنواحي المثقفين عادة في كل انحاء العالم تحت مثل هذه الظروف.. اجل، لم يتبلور موقف موحد يكون ضاغطا على ماكينة صنع الحدث في العراق اليوم، وجل ما هناك انشغال غريب بالمشاريع الابداعية الشخصية، بالطبع هناك بعض المثقفين ممن يعمل في هذا الصدد تحت الوية سياسية، ولكن الخطاب السياسي غير الخطاب الثقافي، فالثاني يعبر عن ضمير الامة من دون تصنيع ودون التفات الى تغيرات الممكن وهذا ما يتطلع اليه الناس من حولنا.. المثقف ممثل الشعب في برلمان الضمير.

*المعارضة السياحية

*يعد الدكتور حسين سرمك حسن من أغزر النقاد والباحثين إنتاجا فهو قد قدم حتى الان وخلال تجربة في الكتابة ـ ضمن منهج التحليل النفسي في الادب ـ لا تزيد على خمسة عشر عاما، ستة عشر كتابا وله ست عشرة مخطوطة تنتظر المطابع لتظهر للقراء.

يقول الدكتور سرمك انه يعكف الآن على أنهاء الجزء الأول من كتاب عن المبدع العراقي يوسف الصائغ وعنوانه «القديس المعصوب» ويتكون من أربعة فصول عن الرواية والشعر والمسرح والسيرة، وهناك فصل خامس عبارة عن لقاء موسع مع الصائغ يكشف فيه ولاول مرة أسرارا عن حياته وابداعه!

ويضيف سرمك: كما انني مشغول الان برواية حنون مجيد والتي حملت عنوان «المنعطف» وفيها أقتدار أسلوبي مذهل، وهي في الواقع بحث نفسي في الكيفية التي يخلق بها الدكتاتور أي دكتاتور، وفيها نبوءة عما حصل للعراق من خراب أسهم فيه الجميع..

* كيف ترى راهن الثقافة العراقية؟

*قلت في أكثر مناسبة ان حرب الاحتلال الأميركي الاخيرة أثبتت هزيمة المثقف العراقي وخور إرادته بشكل لا لبس فيه، انا أعلم ان المثقف العراقي الغيور يتعرض لحالة ابتزاز فريدة في تأريخه من قبل بعض اخوانه من اعضاء (المعارضة السياحية) الذين عادوا من الخارج، ولكن مع ذلك لا استطيع ان اجيب سائق التاكسي اذا سألني عن عملي بالقول: انني مثقف، المواطن العراقي مقتنع بأن المثقفين العراقيين فئة منقرضة.. او تحف في اسوأ الاحوال!

*ثقافة المنفى

*القاص نزار عبد الغفار السامرائي من القصاصين الشباب المتجددين، وقد اصدر مجموعة قصصية واحدة حملت عنوان «بقايا ذاكرة مهترئة» فيما يعد لاصدار مجموعة ثانية في الفترة القريبة المقبلة...

يقول السامرائي: رغم توسع هامش (الحرية) بشكل كبير إلا ان الواقع الثقافي لا يزال يراوح عند نقطة سبق الوصول إليها، رغم انها نقطة متقدمة في القياس العام، لكن يبدو ان المثقفين يفضلون الخوض في صراع وقضايا جانبية على ان يقدموا ابداعا اكبر، ما هو موجود الآن اجترار لما في الواقع الثقافي العراقي مع محاولة ابراز ما سمي بـ«ثقافة الخارج» أو «المنفى» وهي قضية مجتزأة لا مفعول حقيقيا لها، الخاسر الوحيد هو «الشباب» الذين يبدعون بصمت ويحققون فعلا من شأنه ان يفعل الشارع الثقافي، ما اود ان انبه له هو ان الشارع الثقافي لم يتفاعل لحد الآن بشكل جدي وعن طريق نتاج فكري وأدبي مع واقع العراق، الآن وفي ظل الاحتلال، وما نشاهده الآن في مقدمة معارض الكتب ما لا يمثل واقعا ثقافيا متميزا على مدى قرون طويلة.. ولكن يبدو ان هناك بوادر وارهاصات لاستعادة المثقف العراقي موقع الصدارة في خارطة الثقافة العربية.

* ما مشروعك الأدبي الجديد؟

*اكملت الآن مجموعة قصصية بعنوان «تأسيا على ما حدث» ورواية بعنوان «وقائع اختفاء الحالم وظهوره»، وهما مشروعان ادبيان لم تسنح لي الفرصة سابقا بأكمالهما والآن انتظر فرصة طبعهما.

*مثقفو الداخل والخارج

*بثينة الناصري كاتبة وقاصة عراقية استطاعت ان تشق طريقها وان تصنع لاسمها في القاهرة ضوءا تقول من خلاله شيئا لبغداد.

«الشرق الأوسط» حاورتها في مقهى «ريش» في القاهرة لتبدأ رحلة الكلام عند لحظة الابتعاد عن بغداد ودور المثقف العراقي في هذا الابتعاد.

* هل تنظرين الى تقسيم المبدع خارجيا وداخليا في مجال الابداع؟

* انا لا اقصد التقسيم.. واذا كان كذلك فهو تقسيم سياسي مقصود لقد دعيت الى مؤتمر لمثقفي الداخل والخارج وعلينا ان نعرف ما الذي يجمعنا وليس الذي يفرضه علينا الاحتلال. علينا ان ننظر الى مستقبل العراق بمنظار واحد والتقسيم الذي حصل ضمن المفاهيم الجديدة تقسيم خاطئ وظلم كبير للمبدعين في الخارج وكذلك لا نرضى ابدا ان يصار الى تسمية المثقف في الداخل على انهم ابواق للسلطة. لقد تعايشنا مع مختلف الاجيال الادبية داخل العراق ونشرنا لمبدعين ليسوا بعثيين وليسوا ابواقا للنظام. المبدع الحقيقي من تعايش مع الواقع وانتج من خلال تعايشه او ثورته وتمرده ابداعا خاصا وهم الاكثر ثراء من اي مبدع آخر.

* والمرأة المبدعة في العراق، هل تسورها القيود، ام انها تخرج عن قيودها بابداع محدود الارادة؟ ومن هو أو هي خلف بثينة الناصري المرأة؟

* بالعكس.. المبدعة العراقية تحديدا انطلقت لتحرك الثورة.. وقد تكونت عندنا اسماء كبيرة.. هناك شاعرات كبيرات وقاصات مبدعات وبالنسبة لي الابداع هو الابداع دون اللجوء الى جنس المبدع.. وبالنسبة لي ايضاً يقال عني ان كتبي كلها رجولية.. اي ان ابطال الاحداث اغلبهم من الرجال.. فالهم الانساني هو غايتي ولا ادري ان كان بطل هذا الهم رجلا ام امرأة والرجل عالمه اوسع من عالم المرأة.. لقد كانت كتبي عن المكان فأنا ادرس المكان وتفاصيله قبل الولوج في الاحداث التي اسردها عنه وعن ابطاله.. لقد كتبت عن اسرائيل وعن اميركا وكأنني كنت هناك بعد ان درست الشوارع واللغة وتفاصيل اجتماعية كثيرة وقد تنبأت بثورة الحجارة قبل وقوعها من خلال الدراسات المعمقة لكل الاحداث والامكنة التي اكتب عنها.

*سماء بلا نجوم

*يعد القاص العراقي أحمد عزيز رجب من اهدأ الكتاب العراقيين واقلهم صخبا وانشغالا بهموم خارج حقل اهتمامه، وتراه دائم البحث عن فضاء جديد ليعبر عن احتدام قلقه تجاه العالم، لا يدعي شيئا رغم انه قدم «على نار هادئة» مجموعتين قصصيتين حظيتا باهتمام نقدي من قبل المعنيين بفن القصة القصيرة، والمجموعتان هما «زهرة القرنفل» و«رياح الخريف» وهو من مواليد ديالى عام 1954 وتخرج في كلية الاداب ـ جامعة بغداد ـ وقد عمل في الكثير من الصفحات الثقافية محررا وناقدا وكاتبا للعديد من الزوايا الثقافية.

* ما العمل الثقافي الذي تنشغل به الآن؟

*اعمد بخمول الى جمع ما نشرت من قصص، في نية لاصدارها في مجموعة قصصية ثالثة بعد مجموعتي القصصيتين «زهرة القرنفل» و«رياح الخريف» اللتين صدرتا عن دار الشؤون الثقافية.. احاول من خلالها تصوير غربة المرء، اذ يصير الى خريف العمر.. واشعر بالحزن، والاسى، لأن مشاغل العيش لم تدع لنا وقتا كافيا للابداع، حتى صرت الى زمن لم يبق فيه الخريف من زهر الحياة الا بقايا آفلة للذبول!!

* كيف تنظر للواقع الثقافي في العراق؟

*ذهول.. الكل في ذهول.. لا احد يعرف الى أين هو يمضي، وكيف ولماذا.. ومتى؟ كزورق فقد شراعه وسط بحر متلاطم، بلا فنار، بلا شواطئ، بلا سماء، بلا نجوم.. وفي ظل احساس بأن الكل قد تخلى عن هذا الوطن الذي اختفى فيه الافق!

واقعنا الثقافي يتمثل في هاجس هذا المواطن الذي يمضي الى سبيل عمله في الصباح، وهو في شك في انه سيعود الى اسرته في المساء!! في دروب تخبئ ارصفتها للسالكين كل اسباب الفناء.. في هذا التيه الذي تتعثر في ظله خطانا.. واقعنا الثقافي مرآة لواقعنا الحياتي.. منبثق من الوان الدم والحرائق ورمادية اعمدة الدخان، ووحشة الاحياء التي تتحول في لحظة اثر بعد عين!

هذا الواقع لم يجسده عمل فني بأي مستوى.. فالناس مأخوذون بمشهد اللحظة الراهنة.. والناس لم يستعيدوا بعد الانتباه، ليقرروا ان كان ما شهدوه كابوسا ام حقيقة!!