661 رواية منها 121 لكتّاب جدد في الموسم الثقافي بفرنسا

TT

بلغ عدد الروايات الجديدة التي تنشر بمناسبة الدخول الثقافي في فرنسا 661 رواية، منها 121 لمؤلفين شباب ينشرون نصوصهم لأول مرة. وسجلت هذه الأرقام حسب مجلة كتب الأسبوع الفرنسية، انخفاضا طفيفا عن عدد ما صدر من روايات خلال الدخول الثقافي للعام الماضي 2003، الذي شهد نشر 691 رواية. إلا أن خصوصية هذه السنة تجلت في الارتفاع الكبير لعدد الكتاب الجدد الذين يصدرون كتبا لأول مرة، في دور نشر عريقة أحيانا، مثلما هو الأمر مع دار غاليمار.

وأمام هذا العدد الضخم من النصوص السردية، فإن الحيرة تصيب القراء والصحافة وحتى النقاد المتخصصين بسبب ضخامة عدد النتاجات واستحالة متابعتها جميعا، وصعوبة تقييم جودتها والتفريق بين الغث والسمين، إضافة إلى أن كثرة الروايات الصادرة لا تعني تزايد المبيعات. وإذا كان عدد النصوص الصادرة هذا العام يبلغ ضعف عددها في 1994، فإن عدد القراء لم يتضاعف خلال العشر سنوات الماضية، بل زاد بشكل طفيف فقط.

من جهة أخرى لاحظت يومية «لوموند» الفرنسية أن مصطلح الدخول الثقافي لم يعد يحيل فقط على الفترة الخريفية من السنة، بل ينطلق منذ منتصف شهر اغسطس (آب) الذي يشهد صدور أولى روايات الموسم، بهدف استقطاب القراء قبل مجيء فترة الدخول المدرسي، حيث يتحول الاهتمام أكثر نحو الكتب المقررة أو ذات الصبغة التعليمية بدلا من الإبداع.

لكن هذه الوتيرة من الإصدارات، أصبحت حسب رأي البعض، لعبة سرعة خطيرة تضعف حاسة النقد وتقلص هامش المتعة الأدبية لدى القراء، وتضغط على الناشرين وأصحاب المكتبات الذين يضطرون لسحب روايات عديدة من على أرفف العرض، حتى وان سجلت نسبة مبيعات عالية، فقط لتحتل النصوص الجديدة مكانها. مما يعني التضحية بمجموعة من النصوص مبكرا لأن ليس لأحد الوقت الأزمة لقراءتها سواء كان صحافيا أو ناقدا أو متتبعا عاديا. مما يضعف الطلب ويرفع من عدد المرجوعات.

وهكذا يتحول هذا الهروب المحموم إلى الأمام في ما يخص تصاعد عدد الإصدارات الروائية بفرنسا إلى وبال على الساحة الأدبية، وعلى التوازن المالي لبعض دور النشر الصغيرة أو الهشة، في ظل وضعية تقارب العبثية حسب بعض الناشرين.

أما بخصوص وصفة تحقيق النجاح الأدبي والتجاري بالنسبة لرواية معينة، فالأمر أصبح صعبا ويتطلب تظافر مجموعة من العناصر مع جودة النص، مثل دعم ناشر كبير، ظهور مقالات تنوه بالكتاب في كبريات الصحف، والحصول على جائزة أدبية شهيرة، ثم تعاطف أصحاب المكتبات الكبيرة الذين بدؤوا يتدخلون في توجيه رغبات القراء. وهذه عناصر لا تجتمع كلها لكاتب واحد إلا فيما ندر.