أفكار الأصوليين وحلم «الخلافة الإسلامية» في مسرحية ساخرة بلندن

مؤلف «معارك جرين لينز» تركي قبرصي الأصل تربى في صفوف «حزب التحرير»

TT

تستضيف لندن الشهر المقبل مسرحية كوميدية تتعرض لافكار التيار الاصولي الذي يطمح الى تغيير بريطانيا من دولة علمانية الى بلد يرفع شعار الاسلام فوق مبانيه ومؤسساته المدنية والحكومية.

وكاتب المسرحية المثيرة للجدل والتي تحمل اسم «معارك جرين لينز» هو تركي قبرصي الاصل اسمه كوش عمر، يبلغ من العمر 35 عاما تربى في صفوف «حزب التحرير الاسلامي» واقتنع بمبادئه التي تدعو الى إقامة «الخلافة الإسلامية» والتزام أفكار مؤسس الحزب تقي الدين النبهاني.

وتفتتح «معارك جرين لينز» على مسرح «رويال ستراتفورد ايست» منتصف الشهر الجاري.

والمسرحية تلقي بظلال من الاسقاط الكوميدي الساخر على حي «جرين لينز» الذي يعيش فيه ابناء الجالية التركية والقبرصية والكردية بشمال العاصمة لندن.

وتتعرض المسرحية الى الصراعات النفسية التي يواجهها الشباب المسلم بعد تجنيدهم وانخراطهم في بوتقة التيار الاصولي. ويتطرق الاصولي السابق كوش مؤلف المسرحية الى كيفية تجنيد الحركات الاصولية لمتطوعين جدد من ابناء الجالية المسلمة.

وعندما يتحدث مؤلف المسرحية من خلال العرض عن بريطانيا او احدى الدول الاوروبية، فانه يتحدث عن «ولاية منتظرة» يحلم الاصوليين بظهورها يوما ما. وتتطرق المسرحية كذلك الى مفاهيم وشعارات «الجهاد» التي رفعتها المنظمات الاصولية في الشارع البريطاني، وكذلك ظلال الصراع بين القبارصة اليونانيين والاتراك.

الا ان مصادر «حزب التحرير» في بريطانيا اكدت لـ«الشرق الاوسط» ان الافكار التي يؤمنون بها «لا تتبنى العنف ولا تؤمن به، ولم يستطع احد من الانظمة اثبات اي تهمة قتل او اغتيال سياسي على اي عضو فيه منذ ان نشأ حتى يومنا هذا».

وتعترف دوائر «حزب التحرير» بانه يسعى الى إقامة «دولة الخلافة الإسلامية» من خلال المرور بثلاث مراحل: الأولى التثقيف وهي التي يعتمدها الآن، والمرحلة الثانية هي الجهر بالحزب لكل المسلمين من خلال توزيع المنشورات، والمرحلة الثالثة النصرة وتعني تنصيب «خليفة» من بين قيادات الحزب.

ومن جهته اعتبر كيري مايكل مدير مسرح «رويال ستراتفورد» ان المسرحية معبرة عن صوت الشارع البريطاني. وقال انها ستثير عاصفة من الجدل بعد العرض الاول. واوضح انه بالرغم من انها العمل الاول المسرحي لكوش عمر الا ان المؤلف ليس غريبا عن مجال الانتاج الفني من خلال المسلسل التلفزيوني «ذي بيل» وفيلم «حائط الصمت».