التشكيلية السعودية تغريد البقشي: يزعجني الجهل التشكيلي لدى المتلقي

TT

عرفت الفنانة التشكيلية السعودية تغريد البقشي، واحدة من الفنانات اللواتي استطعن تطويع اللون لرسم لوحات يمثل بعضها صورا لقضايا اجتماعية عابقة بالحس الإنساني.

ومن خلال اللوحة الفنية، تنقل البقشي العديد من القضايا التي تعايشها في الخارج الى فضاء اللون مستعينة بذخيرتها من وسائل التعبير الفني. وتحلم البقشي بمعاهد وأكاديميات متخصصة في مجال الدراسة التشكيلية والفنون الجميلة في السعودية ووجود جهة رسمية راعية للإبداعات الفنية وإقامة ورش عمل متنوعة لصقل الفنانة التشكيلية.

في حوار معها، سألت الفنانة تغريد البقشي، عن دور التوجيه الأولي في تشكيل موهبتها فقالت: «كنتُ دائمة البحث عن إحدى الملهمات (المعلمات) لكن للأسف لم أصادف أن التقيت بأي واحدة منهن تنمي لدي هذا الفن، فأحيانا يظهر الإبداع والموهبة بسبب حاجة النفس البشرية إلى إظهار وتفريغ الطاقات الكامنة لذا يقال إن الحاجة هي أم الاختراع».

اما كيف طورتِ موهبتها؟ ترد البقشي: «طورتها بقطع المسافات الطويلة، فأنا أحب أن أحقق الأهداف المعلقة بالنجوم واختراق حواجز الفشل، لم يكن هناك أي نوع من أنواع الدراسة في محيطي الصغير (الأحساء) فشددتُ الرحال، وركبتُ القافلة إلى الدمام ثم القطيف ذهابا وإيابا في نفس اليوم، كل ذلك في سبيل تطوير الذات».

وتضيف: «لكن مشكلتي أنني لا أرتوي من الفن، لا أكتفي بالرؤية البصرية وبجمال الموهبة بل بتطويرها فتابعتُ السير إلى دمشق، وإلى دمشق ثانية كي أرتوي ولكن لا جدوى فالذات تأبى الارتواء، فهي تتجلى في فضاء اللون، في سحره، في ملمس القماش، في تضاريس اللون».

وتتابع: ان طريقها نحو المعارض الفنية كان «مظلما ومليئا بالعثرات فرحت أشعل الشموع، أوقد المصابيح، كي أرى سير الخطى، عندها تراءت لي أولى المشاركات، وأنا في مجال دراستي العليا شاركت وفزت بجائزة، وما أجمل تلك الجائزة! لم أكترث بالقيمة المادية بل الفوز المعنوي، فوز الذات عندها اشتدت العزيمة والإصرار على مواصلة الطريق التشكيلي».

وردا على سؤال: هل على الفنان أن يلتزم في رسوماته بقضايا المجتمع؟ تقول: «الإنسان هو أحد مكونات المجتمع، فهو كائن حي يؤثر ويتأثر بكل شيء من حوله فتكون هناك حاجات ومطالب وقضايا وأهداف مادية ملموسة ومعنوية شعورية، والفنان هو في الأصل إنسان يدور في هذه الحلقة وبالتالي يكون التعبير عن هذه القضايا من الأمور التي تسمى بتفريغ الطاقة الكامنة وإخراج ما بالداخل من مشاعر استفزازية أحيانا متفجرة متمردة تبحث عن استقرار، عن حلّ وعن سكينة، وطريقة التعبير تكون بأسلوب يختاره الفنان نفسه، مباشراً أو أنه متلبّسا بحالة من حالات التعبير والتجريد الفني بصورة صادقة تجذب المتلقي للعمل الفني.

وهل يزعجها السؤال عما تقصده بلوحاتها؟ تقول: «أحب أن أصمت عند رؤيتكم للون، للفكرة، أحب أن أسمع الآراء فأنا لا أمتلك بلاغة التعبير بالكلمة، بل باللون والفرشاة، أحيانا أرسم شعورا، ألون حبا أو زقزقة عصفور أو حزناً دفينا، تراني دائما أحب السكون أحب الهدوء». وتضيف: «أنا لا يزعجني التفسير عما يجوب في أعماق الوجدان من مشاعر وأحاسيس ولكن تزعجني أبدية الجهل الثقافي التشكيلي للمتلقي وعدم السعي في تطوير الثقافة البصرية».

* وماذا تحتاج التشكيلية السعودية؟

* تجيب: الفنانة التشكيلية تحاصر بظروف كثيرة تمنعها من التفاعل مع الحركة الفنية التشكيلية فهي تحتاج إلى تعزيز ودعم من جميع النواحي المادية والمعنوية والإعلامية وتسهيل الاتصال والتواصل الداخلي والخارجي العالمي، وإذا أردنا تسليط الضوء على حاجات ومطالب الفن التشكيلي النسائي فهو يتمحور في مجموعة من النقاط، أهمها توفير معاهد وأكاديميات متخصصة في مجال الدراسة التشكيلية والفنون الجميلة ووجود جهة رسمية راعية للإبداعات الفنية والمعارض التشكيلية وضرورة إقامة ورش عمل متنوعة الندوات تهدف إلى تطوير الثقافة التشكيلية، وكذلك عقد اجتماعات دورية نقدية بعد إقامة المعارض تناقش فيها السلبيات والايجابيات وتفادي القصور والضعف، بالإضافة إلى أهمية إنشاء دليل رسمي يحتوي على أسماء جميع فنانات المملكة وأخيرا إقامة المراكز التشكيلية النسائية التي ترعاها الجهات الرسمية الحكومية.

* تغريد البقشي.. سيرة فنية:

ـ معرض شخصي «ومض الألوان» 2001

ـ معرض شخصي «شجون ريشة» 2002

ـ معرض شخصي «ضوء من الداخل» 2004

ـ حصلت على جائزة اقتناء المستوى الأول في معرض الفنانات السعوديات الثاني في الرياض 2003

ـ وجائزة اقتناء المستوى الثاني في معرض الفنانات السعوديات الثالث في جدة 2004

ـ رشحت لأوسكار الذهب العربي من خلال مشاركتها في مسابقة الإبداع الحر لتصميم المجوهرات 2002 ومنحت شهادة استحقاق وتقدير من مجلس الذهب العالمي