رواية بريطانية عن صعود وسقوط رجال ثاتشر تفوز بجائزة بوكر مان

TT

أعلن في وقت متأخر أول من أمس في حفل نقلته هيئة الإذاعة البريطانية، عن فوز الروائي البريطاني ألان هولينهريست بجائزة بوكر مان للرواية، وهي أهم جائزة عالمية في هذا المجال، إلى جانب جائزة غونكور الفرنسية، وتمنح سنوياً لكتاب من دول الكومنولث الذين يكتبون باللغة الإنجليزية، ورغم قيمتها المادية المتواضعة نسبياً، حالها حال الجائزة الفرنسية، إلا إنها ذات قيمة أدبية كبيرة، بريطانياً وعالمياً.

وفاز هولينهريست بهذه الجائزة عن روايته المثيرة للجدل «خط الجمال» التي تتناول المرحلة الثاتشرية، أو انعكاساتها على حياة جيل الثمانينات، ولكن من زاوية مختلفة، تختبىء تحت سطح التحولات الاقتصادية العاصفة التي زلزلت الحياة البريطانية في تلك الفترة. ورغم اعتراض بعض النقاد على تناول المؤلف للعلاقات المثلية بشكل مبالغ فيه هيمن على فصول كثيرة من الرواية، إلا أن بعضهم يرى، ومنهم رئيس لجنة التحكيم كريس سميث، وزير الثقافة البريطاني السابق، أن ذلك لم يكن سوى بحث دائب عن الحب والجمال عبر بناء روائي محكم.

إنها، بكلمة أخرى، تعري القشرة الصلدة لحكم ثاتشر، من خلال تعرية العالم السفلي الذي أنتجته مرحلتها. إنه الصعود والسقوط على الطريقة الستاندالية كما في «الأحمر والأسود». فالشخصية الرئيسية في الرواية، نيك غيست، خريج اكسفورد، وخبير في الأدب والموسيقى، يتحدر من عائلة سوداء فقيرة، ويصل إلى الطبقة الحاكمة من خلال تعلقه بابن أحد نواب حزب المحافظين، حزب ثاتشر، وهو مليونير متحدر من أصول لبنانية، ويجد نفسه، مرة، في بيت هذا المليونير نفسه، بعدما لبى دعوته مدفوعاً برغبته بالابن، ليبدأ صعوده الاجتماعي والسياسي قبل أن تنفجر الفضائح التي ستعصف به، وبالمرحلة التي أرست التربة الصالحة لتسلقه.

لم تفز هذه الرواية بالإجماع ، كالعادة في المسابقات الماضية، ربما بسبب موضوعها. وكانت الرواية المنافسة بقوة هي رواية «كلاود أتلس» لديفيد ميتشيل، التي تتحدث عن جولة خيالية عبر العالم والقرون، وسجلت أعلى المبيعات في سوق الكتب البريطانية، ولكن فوز «خط الجمال» لهولينهريست سيقلب الطاولة. وكان هولينهريست قد ترشح لجائزة بوكر عام 1994، ولكن فاز بها الروائي الإسكتلندي جيمس كيلمان عن رواية أثارت الكثير من الجدل بسبب لغتها «السوقية» التي تقترب من لغة الشارع.

ومن الروايات الأخرى التي نجحت في دخول قائمة الترشيحات القصيرة «الفاكهة المرة» لأتشمات دانغور، و«ذي ليكتريك مايكل انجيلو» لسارة هول و«سأذهب إلى الفراش عند الظهيرة» لجيراد وودورد.