العقل العربي وأصول الأفارقة في أمسية ثقافية

السفير الليبي بالسعودية: غالبية سكان أفريقيا هاجروا من الجزيرة العربية

TT

نسب الدكتور محمد القشاط، السفير الليبي في الرياض، في أمسية ثقافية عقدت أخيرا في العاصمة السعودية، غالبية سكان افريقيا من غير الدول العربية إلى أصول عربية.

وقال د. القشاط: إن كثيرا من سكان الدول الافريقية، خصوصا في شمالها ووسطها، يملكون وثائق ومخطوطات تؤكد أصولهم العربية. وقدر عدد هذه الوثائق والمخطوطات بالألوف، إذ وصل في السنغال لوحدها إلى 3000 وثيقة عرضة للضياع أو التلف أو السرقة أو الشراء من قبل بعثات غربية موجودة في افريقيا تحت مظلة المساعدات الإنسانية، إضافة إلى محاولات إسرائيلية لإضفاء صفة اليهودية على هوية هؤلاء السكان، في حين أن العرب غائبون عن ذلك، ولم يحاولوا الحصول على هذه الوثائق والمخطوطات، التي تمثل تاريخاً مكتوباً يمس أبناء عمومتهم، لا يمكن التشكيك أو الطعن فيه.

وأضاف السفير القشاط في مداخلته التي ألقاها خلال أمسية الأديب السعودي أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري: «ان أجدادنا عندما ذهبوا إلى شمال افريقيا لنشر الدين الإسلامي ونشر اللغة العربية تركوا أهلهم وأسرهم واخوتهم هنا في الجزيرة العربية»، مشيرا إلى أن أغلب الذين يوجدون حاليا في مناطق افريقيا هم من الجزيرة العربية، انطلقوا منها قبل وأثناء وبعد الفتح الإسلامي، كما أن هؤلاء العرب لم يبقوا في شمال افريقيا فقط، إنما ساحوا في افريقيا كلها ووصلوا إلى وسطها وإلى منطقة خط الاستواء واستقروا فيها، ولا يزال الكثير منهم يحمل مسمياتهم السابقة. وضرب مثلا على ذلك بالرشايدة في الجزيرة العربية، الموجودين في افريقيا الوسطى. كما أن جهينة لهم وجود في ليبيا والسودان ومصر وتشاد وافريقيا الوسطى، هذا فضلا عن قبائل بني هلال وبني سليم الموجودين في شمال افريقيا وتكونت هناك، كما يقول عشرات من الممالك والإمارات مثل المملكة الزيدية في شمال نيجيريا التي بقيت ألف سنة، ومملكة الفونج في السودان، التي قامت من بقايا بني أمية عندما هاجمهم العباسيون. كما أن مملكة «سنار» في السودان أسسها شيخ من المدينة المنورة، نزل في «ود مدني» ونصب خيمة فيها وأخذ يعلّم الصبية القرآن الكريم، إضافة إلى عشرات الممالك والإمارات، التي تكونت في القارة.

ونبه السفير إلى خطورة التوجه الإسرائيلي في ما يتعلق بتهويد سكان المنطقة، بل وجعلهم إسرائيليين، معيدا إلى الأذهان ما حدث للفلاشا.

وأشار إلى أهمية ان توجه الدراسات الخاصة بالمخطوطات والبحوث من قبل الجامعات العربية إلى هذه المنطقة وأن يتم الكشف عن أسرار ذلك من خلال إرسال بعثات علمية إلى افريقيا بحثا عن كنوزها الثقافية والوثائق والمخطوطات التي بحوزة السكان.

واعتبر أن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، قادر على القيام بمهمة الحصول على هذه الوثائق والمخطوطات، نظرا لما يملكه من إمكانات تخدم مثل هذا الهدف.

وكان الباحث السعودي أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، قد بدأ الأمسية بقراءة تناول فيها نظرية المعرفة البشرية وفرزها عن المعرفة الشرعية معتبرا أننا نعيش في عصر ارهاب فكري يتمثل في اتهام العرب والمسلمين بالاتكالية والكسل وبالجمود وبالإيمان بالغيبيات، ومن خلال ذلك يظلم العقل العربي الذي حجر عليه.

واعتبر أن موهبة عبقري كابن جني أو موهبة اناس من المعتزلة ولدوا هذا الجدل النظري أو موهبة الخليل بن أحمد أو موهبة علماء أصول الفقه، لا تقل عن موهبة مخترع أو مكتشف غربي كنيوتن أو اينشتاين.

واوضح ان الغربيين وظفوا موهبتهم في العلم المادي من خلال اكتشاف ظواهر وقوانين الكون أو من خلال الاختراع الصناعي وهو الجانب الذي ترفع العرب عن طرقه والدخول فيه.

وتناول الظاهري في قراءته موضوع المعرفة وأصنافها والمبادئ القانونية، التي تحكم العقل.

وأشار إلى أن العرب مهزومون عسكريا واقتصاديا لا بسبب خلل في موهبتهم بل بسبب الضغوط والحجر الذي يمارس ضدهم مما منعهم من الإنتاج وأصبحوا شعوبا مستهلكة.

ورد الظاهري على من يتهمون العقل العربي المسلم بأنه غير متحرر بقوله: «إن الحرية ليست قيمة بذاتها، فإن كان التحرر من الخير فالحرية شر، وان كان التحرر من القبح فالحرية جمال، وان كان التحرر من باطل فالحرية حق، الحرية حرية المبادئ، وحرية العقل، والعقل يحكم السلوك».