التشكيلي التونسي الطرابلسي يعكف على اكتشاف بُعد رابع في خطوطه

TT

يرنو علي الطرابلسي الخطاط والفنان التشكيلي التونسي إلى ملامسة زوايا حروفيّة في الخط العربي ذات أبعاد صعبة وشبه مستحيلة في تشكيل جسد الخط العربي حيث يستخدم فيه الزجاج وبعض المواد البلاستيكية المقواة لعملية التكوير والتربيع والتحديد والتسنين بعدها يكون شكلا جماليا للخط العربي تتمثل في عبارات أو بيت شعر، أو حكمة أصيلة، أو مقولة خالدة.

يؤمن الطرابلسي بأنه لم يقتحم مجال التشكيل بالخط العربي إلا ليضيف وإلا لما كان سيفكر فيه، وهو الآن يشعر بأنه أسهم في تقديم إضافة ولو يسيرة للبعد التشكيلي مجاريا بذلك للحداثة الفنية ومسايرا في ذات الاتجاه ركن الأصالة والبقاء والانتماء.

يلفت الطرابلسي وهو الأكاديمي المتخصص في الرسم التشكيلي والفنون الجميلة أن إضافته الكبرى ستكون حالما ينتهي من مشروعه في إنهاء الأثر التشكيلي للحرف العربي في أربعة أبعاد لا يمكن لجهة منها أن تشوش على الأخرى، وتظهر قيمة فنية راقية وجديدة، وهي الحالة التي تجعله يفكر دائما بأنه لا يزال في بداية مشواره الفني رغم إبحار سفينة السن به في العقد الخامس له.

يعد الطرابلسي أن ما يقوم به من تكوين للمكتوب العربي هو شكل عالمي لا بد أن يواصل عطاءه وتقدمه ضمن إخوانه من الأشكال الأخرى في العالم العربي، وأن صفة العالمية التي تتميز بها أبدت العيون الأجنبية قبل العربية والتي تطيل التركيز والتمعن في أشكال تكوين الحروف لديه.

يقول الطرابلسي: «أفتخر أنني أشكل الحرف العربي وأصوغ تصميمه وأعطيه بعدا إضافيا لكي يراه الآخرون ويعجبوا به إلا أنني أدرك في ذات الوقت أنني عندما تتحرك أناملي ويدي للتشكيل ووضع اللمسات المكونة للخط العربي الذي سترسم معالمه وبصماته أنني أجر ورائي ثلاثة آلاف سنة من الحضارة التونسية العريقة».

ويواصل: «عيني كانت ترمق تلك الأعين الأجنبية اقصد غير العربية وهي تتمعن في تلك التكاوين الحروفية العربية وبشكل عجيب كأنهم عرب، وشفافهم تلك التي تحاول قراءة هذا العمل الذي تصوره يداي، نعم أراها تتحرك وتقرأ ولكن بغير العربية، تقرأ الفن وتعجب به».

يبين الطرابلسي أن أعماله التي يصنعها تلقى رواجا كبيرا في أوساط المجتمعات الغربية الناطقة باللاتينية بل وتجاوزت ذلك حتى اليابانيين في معرضه الذي أقامه مؤخرا.. اشتروا كل الأعمال الفنية التي شكلها، وعند سؤاله عن سبب شرائها رغم أنهم لا يدركون معانيها ولا يقرأون حروفها، واضاف «أن هؤلاء اشتروا الجمال والشحن الفنية المتناثرة في أرجاء العمل الفني لتلك العبارات والحروف العربية».

يتجاوز الطرابلسي بأعماله الفنية المعتمدة على الخط العربي وتكوينه في شكل جمالي إلى رسم تشكيلي متكامل له دلالاته وإشاراته التي ترمز لها وتكون منظومة فنية مشتملة على عدد من الفنون كالتكوين، والرسم، والخط العربي الذي دائما ما يكون في عبارات أصيلة.