شعر وقصص وغزل في ملتقى الأدباء الشباب لرابطة الأدب الإسلامي

TT

أقام المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض ملتقاه الشهري للأدباء الشباب أخيراً، مزج فيه بين الشعر والقصة القصيرة، وأشرك عدداً من الشعراء والقاصين ليعبروا عن مدرسة منسجمة مع نمط الأدب الاسلامي.

في البداية القى الشاعر عمر الرشيدي القصيدة الأولى (كاميرا الجوال) لتتقدم قصائده الأخرى التي تمثل خطوة إلى الأمام في تجربته الشعرية, لكنها لم تخل من التكرار كما بين الناقد الدكتور حسين علي محمد إضافة إلى كون القافية قلقة والألفاظ أضخم من الحدث كما أشار الناقد الدكتور وليد قصاب.

(هتكت حجاب الستر في دنيا الورى وأتت عليه وأرسلته إلى البلى) أما قصيدة (ورد الوصال) لعلي بن محسن مشعوف, فهي قصيدة غزلية وفيها دلالة جلية على أفق الأدب الإسلامي الواسع كما يقول الناقد الدكتور وليد قصاب، كما أنها تعبر عن مشاعر خاصة لكنها لم تخل من إقحام للقافية وتكلف فيها. (أشتاق إن همست بصوت خافت وأذوب إن نسلت يداها من يدي) ولم تغادر قصيدة (إطلالة) للشاعر هيثم السيد فضاءاته اللغوية المعروفة, وهي غالبا حداثية مبنية على الغموض المقبول كما يشير الناقد الدكتور حسين محمد كما أن هناك صورا غير مقنعة أحيانا لا تنسجم مع خيوط القصيدة كما بين الناقد الدكتور وليد قصاب مثل قوله: (وتغضي النوافذ عن لونها)

ولعل طول القصائد لدى هيثم السيد يجعلها مثقلة بكثير من الترهل, وبالتأكيد أن سمو معانيها وأفكارها لن يشفع لفنيتها كما ألمح الناقد حسين محمد, أما قصيدة (شذا الريح) لبدر محمد الحسين, فهي تعبر عن وجدان مفعم بالحزن, فتحكي قصة ابنته الصغيرة المصابة, وفيها من الصور الجميلة التي تدعونا للوقوف رغم تعثرها أحيانا.

وفي قصة (أمسي حقيقة) للقاص محمد حسين نضج فني واضح في لغته, وسرد أحداث قصته, واستبطان الأحاسيس الداخلية لدى الزوجة المصابة بالسرطان مع أنها من التجارب الأولى للقاص كما أشار الناقد الدكتور وليد القصاب.

وتحمل قصة (ليش عم تحكي مكسيكي) للقاص خليل محمود الصمادي سخرية لاذعة وفنية عالية في معالجة أحداثها الاجتماعية, وهو من الأدباء الذين لديهم قدرة متميزة في اختيار ألفاظه, والعناية بالحدث, وهي تحكي عن تجربة معلم ذاق المرارة في غربة اللغة العربية الفصحى بين طلابه في مدرسة مختلطة, إلا أن كثرة الجزئيات التي عالجتها القصة شتت القارئ, ولو ركزت على جزء واحد لكانت أكثر إشراقا في مستواها التعبيري, وأكثر قدرة على التأثير. أما الكاتب أيمن ذو الغني في ترجمته ورثائه للشيخ العالم عبد القادر الأرناؤوط فقد جاء أسلوبه مباشراً.

وخاطبت قصة الأطفال (الخيمة) للقاص أحمد صوان أطفالنا ببساطة في أفكارها وتراكيبها, وهي نموذج معبر عن أسلوب أحمد صوان, اذ يركز غالبا على العاطفة الجياشة لاسيما دفء الأبوة الحانية, ولكن لم تبلغ العقدة في هذه القصة وهج ذروتها.