رحيل الكاتب والناقد العراقي جلال الخياط

TT

رحل قبل أيام الدكتور جلال أيوب صبري الخياط أحد كتاب «الشرق الأوسط»، والذي يقيم في المملكة المتحدة منذ سنوات بعد انتكاسة صحية مفاجئة لم تمهله طويلا. وقد تمت مراسم دفن جثمانه في مقبرة (غرينفورد) غرب العاصمة لندن.

والراحل من أبرز الكتاب والنقاد العراقيين الذين اغنوا المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والأطروحات في النقد الأدبي لا سيما في الشعر الحديث، حيث كانت له اسهامات اكاديمية مشهودة تجاوزت التدريس والاشراف على رسائل الدراسات العليا الى التأليف والنشر وإعداد البحوث في العديد من الجامعات العربية والبريطانية.

ولد الدكتور جلال الخياط في مدينة الموصل عام 1932 وبعد انتقال عائلته الى بغداد دخل دار المعلمين العالية (كلية التربية حاليا) التي تخرج فيها بامتياز عام 1955 ليعين مدرسا لمادة اللغة العربية وآدابها في الثانويات العراقية. وفي عام 1961 منحت وزارة التربية هذا المدرس الشاب بعثة دراسية لنيل شهادة الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة كمبردج البريطانية. وهناك تتلمذ على أيدي كبار المستشرقين من أمثال هوبكنز وسرجنت وآربري وغيرهم. وتعالج الأطروحة التي تقدم بها لنيل الدكتوراه مفهوم الحداثة في الشعر العراقي.

بعد عودته من كمبردج انضم الدكتور جلال الخياط الى قسم اللغة العربية العريق في كلية الآداب/جامعة بغداد حيث شرع يدرس الأدب الحديث والنقد الى جانب اعلام العراق المرموقين في عالم اللغة والأدب: علي جواد الطاهر وابراهيم السامرائي ومهدي المخزومي وعناد غزوان وغيرهم كثير.

اصدر الراحل مجموعة كبيرة من الكتب النقدية والتحقيقات التي كان من ابرزها: الشعر العراقي الحر: مرحلة وتطور (1970) والتكسب بالشعر (1970) والشعر والزمن (1975) والمثال والتحول في شعر المتنبي وحياته (1977) والأصول الدرامية في الشعر العربي (1982) واحمد الصافي النجفي: عالم حر (1987) الى جانب العشرات من المقالات والبحوث التي نشرها في (الدوريات الأدبية التي تصدر في العالم العربي). وقد نشر الدكتور جلال الخياط اثناء اقامته في بريطانيا في السنوات الأخيرة عددا من المقالات النقدية في الصحف العربية لا سيما في «الشرق الأوسط» التي اسهم في رفدها بالمقالات والدراسات الجادة في الأدب الحديث. وقد خلف الفقيد عددا من المخطوطات التي كان ينوي نشرها مستقبلا من بينها مسودة كتاب ضخم كان سيحمل عنوان «الجنون في الشعر» الذي يمثل ثمرة جهود مضنية بذلها الفقيد على مدى سنوات طوال.