عروبة الجشي وزيارة بنت الشاطئ

TT

تعتبر قصيدة عبد الله الجشي التي القاها وهو لا يزال في شبابه، سنة 1371هـ (1950) أمام الوفد الثقافي المصري الزائر للقطيف والذي كانت من بين اعضائه الأديبة الدكتورة عائشة بنت الشاطئ واحدة من أهم قصائد الجشي، خاصة أنها فتحت له الباب للتعريف بشعره وموهبته المبكرة في مجلات الأدب المصرية، حيث كتبت بنت الشاطئ عن زيارتها للقطيف، وعن استمتاعها بالتعرف عن المواهب الشعرية هناك وبينها موهبة الجشي.

في تلك القصيدة يقول:

قادة الجيل الجديد يا تحيــة

أزكى من الزهر الندي وانضر

ألقى الربيع على المباسم ظلها

وافتر منها الأرجوان الأحـمر

ولقد وقفت مرحبا ومعرفـا

بكم ولست بما اعرف افخـر

ولعل في الأجفان دمعة آسف

اني بمجـد الغـابرين أفكـر

هذي بلادي وهي ماض عامر

مجـدا وآت بالمشيئـة اعمـر

من يقرأ قصائد عبد الله الجشي يجد فيه شاعراً تشرب حب الارض وحب الانسان، وليس غريباً أن يكون هذا المعنى اسماً لديوانه «الحب للأرض والإنسان»، وهو شاعر مكثر تناوله للموضوع الوطني، ويتوقف الكثيرون أمام اشعاره التي تتناول المكان والبلدان، كما يتوقفون امام اصراه على تسمية بـ «قطيف» نسبة الى القطيف مسقط رأسه، والمكان وكذلك تسمية «يمامة» نسبة لنجد التي عشقها هي الاخرى من خلال اتصاله وتأثره بحمد الجاسر. وفي اشعاره هناك اسماء لقصائد منها «بين اليمامتين» و«دارين المسك» و«مدرجة الرسالات».

وقال الجشي لـ«الشرق الأوسط» :«لو قدر لي وأنجبت مولداً لأسميته (ثقيف) نسبة الى الطائف، ولو رزقت بإبنة أخرى لأسميتها (طيبة) نسبة للمدينة المنورة».

من شعره في الوطن وفيها مسحة تأثر برومانسية محمد مهدي الجواهري في سلامه على هضبات العراق .. يقول الجشي :

سلامٌ على هضباتِ الحجاز

تَشْمَخُ كالأنسُرِ الطائره

ونجدٍ وآرامِها والصِّبا

وعزةِ أمجادها الغابره

سلامٌ على سعفاتِ القطيف

وشطآنها الحلوةِ الزاهره

وجناتِ أحبابنا بالهفوفِ

ونيرانِ ظْهرانِنا الهادره

سلامٌ على رفقة كالنجوم

تضاء بها الليلة الداجره

سلامٌ على وطنِ الذكريات

وأيامِه السمحة العاطره