بعد بحث استمر سنوات في أرشيف المكتبة الوطنية في باريس، تمكن الباحث كلود شوب من العثور على الرواية الأخيرة التي كتبها الأديب الكبير الكسندر دوما (1804 ـ 1870) قبل وفاته بعام، ولم تنشر في كتاب. الرواية التي تقع في 900 صفحة وتحمل عنوان «فارس سانت هيرمين» ستظهر في يونيو (حزيران) المقبل عن منشورات «فيبوس».
وكان شوب، وهو من أبرز المتخصصين في سيرة دوما وتتبع اعماله الروائية ومسرحياته ودفاتر رحلاته ومراسلاته، قد وقع على اشارات الى «فارس سانت هيرمين» في عملين سابقين للمؤلف، هما «البيض والزرق» و«رفاق جيو». ولم تكن الشخصية المشار إليها سوى النص الذي يشكل مع النصين السابقين ثلاثية متكاملة.
وأثناء بحثه، راجع شوب أعدادا من صحيفة يومية صدرت عام 1869، فاذا به أمام «فارس سانت هيرمين» منشورة على حلقات متسلسلة وموقعة باسم دوما، في الأعداد التي تبدأ من يناير (كانون الثاني) من ذلك العام وتنتهي اواخر نوفمبر (تشرين الثاني) منه. ولاحظ الباحث ان الفصل الأخير من الرواية غير مكتمل لأن دوما فارق الحياة قبل إنهائه.
ولم يكن إعداد الرواية للنشر في كتاب أقل مشقة من البحث عنها. وقام الناشر بجهود حثيثة لتصحيح الأخطاء الناجمة عن النشر اليومي المتعجل في جريدة من صحف القرن السابع عشر، ومراجعة أسماء الشخصيات والأماكن وتدقيقها. وفي الختام أسندت الى شوب مهمة كتابة أسطر الختام للرواية، باعتباره الأقدر على القيام بهذه المهمة والأكثر تلبسا بروح دوما.
ولم يكشف شوب، ولا ناشره، سر العثور على الرواية إلا بعد ان استكملا ذلك العمل الذي استغرق سنوات، وصار النص جاهزا للطباعة. وتم تحديد موعد الثالث من يونيو المقبل لنزول الرواية المنتظرة الى المكتبات، حيث بدأ المصابون بِحُمى القراءة يحجزون نسخهم منذ الآن.