البحرين تحتفل شعبيا بمرور خمسين عاما على اكتشاف حضارة مملكة دلمون

تحتوي على أكبر مقبرة أثرية في العالم

TT

وسط حضور شعبي كبير، احتفلت البحرين، برعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة وحضور الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، بمرور خمسين عاما على اكتشاف حضارة دلمون في البحرين، وذلك خلال الاحتفال الذي أقامته وزارة الإعلام في قلعة البحرين مساء أمس الأول، وبحضور دوق يورك الأمير أندرو، ونحو مائة شخصية عالمية من علماء الآثار والتاريخ والخبراء والمنقبين، من بينهم مدير البعثة الدنماركية فليمينغ هويلميند ومدير البعثة الفرنسية بيير لومبارد ومدير البعثة البريطاني.

وقال ملك البحرين إن هذه الاحتفالية التاريخية تأتي لتؤكد عراقة تاريخ البحرين، وإن منطقة القلعة مثلت جسرا للتفاعل الحضاري بين حضارات وادي السند، وحضارات بلاد الرافدين، بما أسس منذ فجر التاريخ لقيم الانفتاح والتعايش السمح في نسيج المجتمع البحريني واضعا بذور المجتمع المدني العريق الذي تتميز به مملكة البحرين حتى هذا اليوم، مبينا أن هذا الاحتفال التاريخي يعكس الصورة التي تعكس المكانة التاريخية التي تبوأتها البحرين بين الحضارات القديمة، والتعريف بعطاء الإنسان البحريني وكفاحه وإبداعاته.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور فلمغهالد من البعثة الدنماركية، والتي كان لها فضل السبق في إكتشاف الكثير من المواقع الأثرية التابعة للحضارة الدلمونية، ان حضارة دلمون تمثل جزءا مهما من الهوية الثقافية للبحرين، معتبرا ان احتفال البحرين بمرور خمسين عاما على حضارة دلمون يمثل نقلة تاريخية في تاريخ الحضارة البحرينية، باعتبار أن هذا الجزء يمثل تاريخ مهم ومميز خصوصا إنها احتفالية تتكلم عن تاريخ ممثل لأكثر من أربعة آلاف سنة،مشيرا الى ان تلال المدافن الموجودة في البحرين لا يوجد لها مثل في كل دول العالم، موضحا الى ان هذه التلال تمثل اهتمام وتقدير أهل دلمون لأقاربهم وأسرهم من خلال دفنهم في هذه التلال وتقديرهم لأسلافهم.

ووفقا لتنقيب البعثة الدينماركية فقد عاشت الحضارة الدلمونية زهاء ألفي عام وكانت همزة الوصل بين حضارة بلاد السند وحضارة بلاد الرافدين، حيث تحتوي جزيرة دلمون، والتي كانت عامرة بالسكان، على أكبر مقبرة أثرية في العالم، كما أن تلال المدافن الموجودة في البحرين لا يوجد لها مثل في كل دول العالم وتسعى وزارة الاعلام البحرينية لتسجيل قلعة البحرين كمعلم أثري خلال اجتماع اللجنة العليا لمنظمة اليونسكو في يونيو المقبل لتنضم القلعة الى سجل التراث الإنساني العالمي. وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد النعيمي على التزام البحرين بالحفاظ على حضارة دلمون بكل أبعادها، مشيرا إلى أن ذلك يتم في إطار برنامج شامل لتأهيل وتطوير المواقع الأثرية، وتشجيع الكوادر البحرينية المبدعة في مجال التنقيب عن الآثار وصيانتها وترميمها والمحافظة.