«وجوه رجال هاربين» مجموعة قصصية للبراق الحازمي

TT

هل تهرب وجوه الرجال؟ وهل يمكن الرقص مع الذباب؟ ولماذا الناس يختارون الجوع ليكون طريقهم، وكيف يكون المشهد في سن الأربعين؟ هل تبقى الذاكرة في متناثرة؟ أسئلة يلتقي بها القارئ مصادفة، مع كل قصة قصيرة من مجموعة القاص السعودي البراق الحازمي الذي عنون لها بـ«وجوه رجال هاربين» التي حوت 8 قصص مسترسلة في أسلوب سردي خصب، من خلال ذائقة إنسانية جنوبية، لا تفقد فيها الوجوه سمرتها ومتعتها، متخذا اللغة العامية قاربا له للوصول بقصصه إلى حس القارئ ومشاعره.

ففي قصة «وجوه رجال هاربين» يجتمع الأصدقاء كعادتهم كل ليلة لتحضر معهم الأرجيلة والسجائر وآلة العود والغناء الباهت و يهربون معها إلى اللاوعي في أحاديث عن النساء وأخرى عن الرياضة وبعضها في العامة وبعضها تتلون بعتمة الليل من دون أن تكون مجدية، فقط مجرد ثرثرة يجدون فيها متعة الهروب إلى اللاشيء، حتى تأتي لحظة انقضاء الليل لتبدأ الطيور المهاجرة بالتحليق في الافق، ويبدأ كل منهم في الركض مسرعا تجاه بيته تاركا وجهه القبيح في ذلك المجلس.

وتأتي لحظة لقاء غريب، بين أحد شخوص القصة مع المرايا، ليسأل هل كانت تلك الوجوه جميلة، أم أنها وجوه المساء التي استبدلوها بأخرى نهارية؟! والمجموعة القصصية هي من إصدارات «النادي الأدبي» بجازان، و جاء الإصدار في حجم متوسط، وفي 98 صفحة حوت ملامح لحالات إنسانية تتقاطع في تضاريس أحاديثها جهتا الشمال والجنوب كمأزق جغرافي.