فلسطين ضيفة الشرف في المعرض العربي الأوروبي للكتاب في باريس

260 ناشراً وندوات حول الترجمة والعمارة والعلوم المعاصرة

TT

تنتهي يوم الجمعة المقبل أعمال الدورة الثامنة لمعرض الكتاب العربي ـ الأوروبي الذي ينظمه معهد العالم العربي في باريس. وقد أصبح هذا المعرض الذي يقام مرّة كل سنتين، بالتناوب مع مهرجان السينما العربية، موعداً مهماً ينتظره آلاف المهتمين بالثقافة العربية وبما ينشر عن العالم العربي في اوروبا وأميركا.

وعلى مساحة لا تقارن بالمساحة الشاسعة لمعرض القاهرة للكتاب، مثلاً، يجتمع على مدى اسبوع 260 ناشراً، نصفهم من اوروبا وأميركا، بالإضافة الى 43 ناشراً في جناح كتب الأطفال، ليلبوا حاجة باتت متزايدة للحصول على الكتاب العربي، أو ذاك الذي يتخذ من القضايا والأدب العربيين موضوعاً له، في عاصمة فوّارة بالحركة الثقافية مثل باريس، حيث تقيم جالية عربية يقدر عدد أفرادها بمئات الآلاف، ما بين طلاب وعمال ورجال أعمال وسائحين.

أُختيرت فلسطين لتكون ضيفة الشرف في الدورة الثامنة للمعرض. وقالت ليلى شهيد، مفوضة فلسطين، في مؤتمر أمام نادي الصحافة العربية في باريس، إن شعبها محجوز وراء جدار يمنع حركة أي شكل من أشكال الثقافة ويعيق وصولها الى الناشر أو الموزع. لهذا، فإن المعرض هو فرصة تتيح للمثقف الفلسطيني أن يلتقي بقارئه وبالناشرين العرب والأجانب، طالما أن هذا المثقف ممنوع من الذهاب الى دمشق أو بيروت أو بغداد، بسبب وضعه الخاص.

وأضافت ليلى شهيد: «لن يكون هذا المعرض فرصة لأول لقاء يتم على شكل واسع بين الناشرين الفلسطينيين والناشر أو القارئ أو الصحافي الأجنبي، بل هو أول مناسبة للقاء مع الناشرين والقراء والصحافيين العرب أيضاً». وهناك ناشرون حضروا من داخل فلسطين، وغيرهم أتوا من دول الشتات الكثيرة. وكانت محاولات قد جرت لكي تستضيف رام الله معرضاً للكتاب العربي، أو معارض تأتي من الخارج، لكنّ سلطات الإحتلال عرقلت المشروع الذي تأجل أكثر من مرة ولم ير النور.

والمشاركة الفلسطينية لا تقتصر على الكتب، بل عقدت طاولات مستديرة وقراءات أدبية، بينها امسية للشاعر سميح القاسم، وندوة حول الصحافة الفلسطينية، بمشاركة «نجوم» العمل الإعلامي في الداخل، مثل شيرين أبو عاقلة مراسلة «الجزيرة» وماجدة البطش مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية. وفي المقهى الثقافي جرى تقديم كتاب «اسرائيليون، فلسطينيون، ما الذي تستطيعه السينما؟».

ومن اللحظات المهمة في المعرض طاولة مستديرة حول «القدس ورهانات اليوم»، يتحدث فيها الطوبوغرافي خليل التفكجي المتخصص في المستوطنات اليهودية في المدينة المقدسة، والأرشمندريت عطا الله حنا، الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس وفلسطين، والشيخ تيسير التميمي، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، والباحثان الياس صنبر وفاروق مردم. وتم أيضاً، الاحتفال بالمدن والقرى الفلسطينية التي جرت توأمتها مع مدن فرنسية، ودعي رؤساء البلديات، من الجانبين، للقاء في المعرض.

وخارج موضوع فلسطين، هناك طاولة مستديرة حول المشاريع الكبرى للترجمة في العالم العربي، وأُخرى حول الإسلام في أدب الأطفال.

في المؤتمر الصحافي تحدث، أيضاً، بدر الدين العرودكي المشرف على المعرض حيث تناول الصيغة الجديدة التي اعتمدت منذ الدورة السابقة وفيها يتولى معهد العالم العربي اقتناء الكتب، مسبقاً، من دور النشر، والتكفل بشحنها وبإقامة الأجنحة المختلفة. وقال العرودكي: «كنا، في السابق، نؤجر مساحات المعرض بسعر يقل عن أسعار المعارض التي تقام في فرنسا، فجاءنا التجار الذين يبيعون النراجيل والبضائع الأُخرى بحجة الكتاب، مستفيدين من المناسبة والتسهيلات التي ترافقها، وبينهم من استغل اسم المعرض لإخراج الكتب من بلاده وتسويقها في فرنسا». وأضاف «ان المعهد تحمل في الدورة السابقة دعوات عدد من الناشرين لكن بعضهم لم يقف في الجناح المخصص له بل أمضى وقته في التسوق. وفي هذه الدورة تقدم للتسجيل 600 ناشر من لبنان، وهو رقم لا يمكن احتواؤه في مساحة المعرض، وقد تم التفاوض مع الناشرين في بيروت ودمشق والرباط والجزائر وتم التوصل الى الصيغة التمثيلية الحالية. ومن يريد من الناشرين حضور المعرض، فقد قدم له معهد العالم العربي ما يسهل حصوله على تأشيرة السفر».