تحولات «طنجة» بكاميرا المخرجة فريدة بليزيد

حوارات بأربع لغات والدبلجة توصل الفيلم للعرب أجمعين

TT

انتهت المخرجة المغربية، فريدة بليزيد، من وضع آخر اللمسات التقنية على فيلمها السينمائي الروائي الجديد «الحياة البائسة لخوانيطا ناربوني»، الذي سيخرج للقاعات في شهر سبتمبر المقبل.

وتستند قصة هذا الشريط، الذي جاء نتيجة تعاون مغربي اسباني على مستوى الانتاج، على رواية تحمل نفس العنوان للكاتب الاسباني، أنخيل فاسكيس، الذي ولد وعاش في طنجة في مطلع القرن العشرين. وقد كتب السيناريو كل من فريدة بليزيد وخيرالدو ييليوث. في حين قامت بأدوار البطولة وجوه فنية من المغرب وفرنسا واسبانيا يوجد بينها، عبد الله منتصر، سليمة بنمومن، ونبيلة بركة.

ويحكي الشريط قصة سيدة تنحدر من أم اسبانية وأب انجليزي ولدت وعاشت بطنجة المغربية خلال فترة السيطرة الدولية على المدينة، ورفضت ان تغادرها بعد حصول المغرب على الاستقلال ورحيل معظم الاجانب الى بلدانهم الاصلية. ومن خلال حكاية هذه المرأة المنتمية الى اصول غربية والمرتبطة بحياتها في المغرب الذي ولدت به ولم تعرف وطنا غيره. يقدم الشريط صورة للتعايش الذي ساد بين الديانات والاعراق والثقافات واللغات المتعددة في طنجة المغربية خلال فترة الوجود الدولي بالمدينة كما يقدم، انطلاقا من هذا الماضي القريب، تصورا لقيم التسامح والاختلاف التي تعتبر، حسب المخرجة فريدة بليزيد: «الافق الوحيد للعلاقات بين الافراد والشعوب في زمن انهيار الايديولوجيات وفوضى القيم التي يعيشها العالم اليوم».

واعتبرت، بليزيد، في معرض الحديث عن فيلمها، انه: «يتطرق لتجربة الانتقال بين فترتين تاريخيتين حاسمتين، فترة ما قبل الاستقلال وما بعده، ويصور التغيرات المتسارعة التي مست المجتمع المغربي في القرن العشرين مع اتجاه الروابط العائلية نحو الانهيار وتخلي الناس عن الحياة الجماعية التي كانوا يفضلونها في الماضي. وهذا ما سبب عذابات البطلة، خوانيطا ناربوني، التي عاشت في البداية كسيدة مجتمع حسناء مرفهة ومدللة، قبل ان تجرب الفقر والعزلة بعد موت جميع افراد عائلتها او رحيلهم الى اسبانيا، لتصبح خادمتها المغربية، التي تحسنت احوالها المادية و صارت افضل من احوال سيدتها، السند النفسي والمادي الوحيد للعجوز الاسبانية ـ الانجليزية، خوانيطا ناربوني. كما ان الفيلم يقيم مقارنات بين العائلة الشرقية الممتدة والحميمية ونمط الحياة الغربي».

وحول اللغة التي سوف يخرج بها الشريط ما دام يقدم شخصيات من شعوب متنوعة قالت فريدة بليزيد: «ان الفيلم يتضمن حوارات بالاسبانية والعربية والانجليزية والفرنسية. الا اننا نعتزم دبلجة الشريط لتدور جميع حواراته باللغة العربية الفصحى حتى يتسنى عرضه في التليفزيونات العربية الشرقية. واذا كان الجمهور العربي يتحمس كثيرا للمسلسلات المكسيكية المدبلجة فان الأولى ان نقوم بدبلجة الانتاج المغربي الى الفصحى حتى نيسر فهمه على المشاهدين من الخليج الى المحيط».

وحول رسالة الفيلم في الظرفية السياسية الحالية التي يخرج فيها، على ضوء التقارب الحالي الكبير بين حكومتي الرباط ومدريد، اضافت بليزيد: «لقد بدأت التفكير في انجاز هذا العمل خلال الازمة في العلاقات بين البلدين الجارين على خلفية قضية احتلال جزيرة ليلى المعروفة، وها هو يخرج في اجواء مختلفة وايجابية.