يرى المؤلف الدكتور ابراهيم عبد الله غلوم ان القصة القصيرة في الخليج العربي تأخرت كثيرا عن غيرها من الفنون اذ يمضي الثلث الاول من القرن العشرين من دون ان نجد بدايات واضحة لفن القصة بما يمكن ان يشير الى ميلاد حقيقي لها لكن المؤلف وهو يتحدث عن نشأة القصة في البحرين والكويت يستخدم تعبير (النشأة) ويحدد معنى هذه الكلمة في سياق كتابه هذا فيقول: نحن نطلق هذه التسمية ونعني بها تجارب القصة القصيرة التي نشرت في الفترة الاخيرة ما بين عامي 1928 ـ 1959 اي منذ صدور اول صحيفة في الخليج العربي وهي مجلة «الكويت».
يدرس المؤلف في الفصل الاول اثر التغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي من خلال مراحل عدة هي: التغيير قبل النفط وبعده ثم الحركة الاصلاحية ووضوح الشخصية المحلية وبالتالي الاسرة والمرأة والتغير وفي الفصل الثاني المؤلف اثر البيئة الثقافية العامة في نشأة القصة اي التعليم والنوادي والجمعيات الثقافية والمسرح والشعر القصصي الى جانب التراث الشعبي اما في الفصل الرابع فيتناول المنابر الادبية والصحافية مثل مجلة «الكويت» وجريدة «البحرين» كونهما بادرا الى نشر القصة مبكرا، وبالتالي يصل المؤلف الى دراسة اثر الصحافة الوطنية.
ويتحدث في الفصل نفسه عن القصة الاجتماعية ومعالجاتها الاصلاحية عند فرعية مثل: فهد الدويري وعبد الله الزائد وجاسم القطامي وخالد خلف وعبد العزيز محمود واحمد كمال.
ويتوسع الباحث في الفصل الخامس بدراسة الرومانسية وصورها في القصة القصيرة وفي المجتمع معتمدا في ذلك على نماذج قصصية لكتاب بحرينيين وكويتيين مثل: علي زكريا الانصاري وعبد الله الزائد وعلي سيار ومحمود يوسف.
وفي القسم الثاني من الكتاب دراسات تطبيقية مقدمة على نماذج من القصص في هذين البلدين ويتحول في الفصل الثاني الى دراسة التعايش بين الرومانسية والواقعية وتطور الرؤية والشكل في القصة القصيرة.
ويقف في الفصل الخامس عند القصة القصيرة في تحولها من الواقعية الى التجريبية لدى امين صالح وخلف احمد خلف اذ يدرس التجربة الجديدة والقيم التطورية بين اللاعقلاني في الواقع واللاعقلاني في العالم القصصي وتوظيف الشخصيات التاريخية والترسيات الثقافية وتوظيف تقنيات السينما والمسرح في القصة القصيرة.
يختم المؤلف كتابه بايراد نماذج من البدايات الاولى للقصة القصيرة لخالد الفرج وفهد الدويري ومحمود يوسف كذلك تضمن الكتاب مسارد مهمة عن القصة القصيرة في الخليج العربي.