كتاب «محمود درويش» مفاجأة المهرجان

TT

* كان مدير المهرجان المسرحي «رؤوف بن عمر» يحفظ الكتاب الجديد الذي أصدره المهرجان عن محمود درويش في مكتبه كمن يخبئ هدية العيد لولده. قال لي وهو يسلمني نسختي «لا أريد أن يراه محمود درويش قبل أن أسلمه إياه، أنا ذاهب إليه الآن... ولكن الصحافيين يجب أن يروه قبل الندوة الصحفية ...».

كان ذلك قبل السهرة بيوم و قبل الندوة الصحافية التي عقدها محمود درويش في تونس العاصمة بثلاث ساعات. قال: «حابين نعملوهالو مفاجأة، إنها هدية المهرجان لمحمود درويش». قلت: «هذا حدث هام أن يصدر المهرجان كتابا عن أحد ضيوفه، وعن ضيف بحجم محمود درويش».

فأجاب بكل اعتزاز وثقة: «ولم يحدث ذلك في تاريخ المهرجانات كلها». فرحت بالنسخة ورحت أتصفحها: كتاب ضخم بحوالي 350 صفحة، بعنوان: «الشاعر الفلسطيني محمود درويش في تونس»، إعداد عبد الرؤوف الخنيسي، وإنتاج مهرجان قرطاج الدولي الدورة 41 بإشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. رسم الغلاف: بورتريه محمود درويش بريشة الفنان الهادي التركي. والكتاب تأليف جماعي بامضاء كتاب وشعراء ونقاد وباحثين وأكاديميين معروفين، باهتمامهم بشعر محمود درويش، يمكن أن نذكر توفيق بكار، حمّادي صمود، مبروك المنّاعي، محمد الغزّي، منصف الوهايبي، «أولاد أحمد».

وفي الكتاب مختارات شعرية ونثرية تضم من الشعر: أعراس، قصيدة الأرض، أحمد الزعتر، من مديح الظل العالي، لحن غجري، تعاليم حورية، من جدارية محمود درويش.

وفي النثر نجد : انقذونا من هذا الحب القاسي، حمادي يكسر إطار الصورة ويذهب، نحبك يا تونس أكثر ممّا كنّا نعرف،عن الحداثة المشوّهة. ويضم الكتاب أيضا بعض الحوارات، أجراها معه كل من حسن بن عثمان وفرج شوشان، وثلاث شهادات أدلى بها محمود درويش بعد خروجه من بيروت إلى الصحافة العربية والفرنسية عن تجربة الحرب والحصار والصراع العربي الإسرائيلي في مرحلته الراهنة. وهناك قسم أخير، هو عبارة عن ألبوم صور لمحمود درويش خلال زياراته وأمسياته المتعددة في تونس. إنّها طبعة أنيقة تليق بمحمود درويش فهنيئا له.