مهرجان "الكلمات الحارقة" يجمع 240 شاعراً و70 دولة

عبد اللطيف اللعبي من الزنزانة إلى لييج

TT

حصل الشاعر الايطالي اندريا زانزوتو على الجائزة الدولية الكبرى من "مهرجان بلجيكا الدولي للشعر" في دورته الرابعة والعشرين التي انعقدت من 4 ولغاية 7 من الشهر الجاري، في مدينة لييج تحت عنوان "الكلمات الحارقة" وترأسها الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي. وهي الجائزة التي سبق وفاز بها شعراء كبار من بينهم الفرنسي سان جوس بيرس والمكسيكي اوكتافيو باث والسنغالي ليوبولد سوار سنجور والسوري ادونيس.

وشارك في اعمال المهرجان حوالي 240 شاعرا جاءوا من 70 دولة.

البينالي ينعقد للمرة الأولى في غياب مؤسسه الشاعر البلجيكي أرتور هولو. ويتم كل سنتين اختيار محور جديد ورئيس مناسب لهذا المحور. وقد اسند هولو (قبيل وفاته) رئاسة هذه الدورة إلى الشاعر عبد اللطيف اللعبي لعدة أسباب من بينها ـ حسب الشاعر البلجيكي جان لوك ووتيي ـ اشتراكهما في العيش تحت الاعتقال وخروجهما منه أكبر من ذي قبل. ويذكر أن أرتور هولو التحق بصفوف المقاومة ضد الاحتلال النازي سنة 1940 قبل أن يعتقله الغيستابو في 27 ديسمبر 1941 ليودَع معسكرات النازية، ولم يفرج عنه إلا بتحرير هذه الأخيرة، بعد انتصار قوات الحلفاء في الثأمن مايو سنة 1945. هذا في ما حُكم اللعبي بعشر سنوات من السجن، أمضى منها ثمانية أعوام ونصفاً ـ خلال ما يعرف بسنوات الرصاص بالمغرب ـ قبل أن يفرج عنه إثر حملة دولية للمطالبة بإطلاق سراحه.

الراحل أرتور هولو، الذي أقيم له هذه السنة حفل تأبيني، أراد أن يلفت الانتباه إلى قوة "الكلمات الحارقة" التي ثارت على القمع من جهة وأججت قوى الحب والتضأمن جهة أخرى.

أشغال هذه الدورة انقسمت إلى ورشتين، تركزت أولاهما على مقاربة موضوع الكلمات الحارقة من فرط الفرح والسعادة وشهدت مشاركة الشاعر اللبناني صلاح ستيتيه والناقد التونسي جلال الغربي. في ما تم بحث موضوع الكلمات الحارقة من الثورة والألم لإعلاء راية الفكر من طرف شعراء ونقاد عالميين تحت رئاسة الشاعر التونسي عبد العزيز قاسم. كما توالى شعراء من مختلف الأعمار على منصات الشعر التي احتضنتها ليالي قصر المؤتمرات طوال أيام البينالي.

افتتح المهرجان بحفل استقبال أقامته، على شرف الضيوف، وزيرة الثقافة البلجيكية من أصل مغربي فضيلة لعنان. وقد سبق للشاعرين اللبناني صلاح ستيتيه والتونسي عبد العزيز قاسم، أن ترأسا البينالي، سنة 1988 و 1994، وترأسه ايضاً عدد من شخصيات العالمين العربي والإسلامي من أمثال الأديبة المصرية أندريه شديد سنة 1984 والسنغالي سنغور سنة 1986 والألباني إسماعيل قدري سنة 1992 وأيضا أدونيس سنة 1996. شارك من الشعراء العرب هذه السنة إضافة إلى ستيتيه وقاسم، العراقيان صلاح نيازي وهاتف الجنابي والفلسطيني غازي حسين والمصري رفعت سلاّم والتونسي جلال الغربي، علاوة على المغربيين طه عدنان وحفصة بكري الامراني.