"حروب ذوي القربى" في لبنان وغيره

TT

صرخة في وجه الحروب، لا سيما تلك التي تشتعل بين الإخوة في البلد الواحد، وبين أقرب المقربين، تشهد بيروت بدءاً من 25 الجاري لمدة خمسة أيام، عروضاً لستة أفلام تتبعها حوارات مع مخرجيها، إضافة إلى طاولتين مستديرتين ومعرضين، كلها تحت عنوان كبير واحتجاجي هو "حروب ذوي القربى اياماً وحكايات.. هنا وهناك".

ويستقبل "مسرح المدينة" الذي افتتح حديثاً بإدارة الفنانة نضال الأشقر، هذه التظاهرة في وقت تضج فيه المنطقة بالفتن والمخاوف والتهديدات الداخلية قبل الخارجية.

وتدور مواضيع الأفلام الستة المعروضة جميعها حول حروب أهلية أو داخلية، كان بالإمكان تفاديها بقليل من الوعي بين أطراف النزاع، وهذه الأفلام هي: "التزوير" لشلوندورف، "ولا من يحزنون" لوران بيكو ورونار، "في رواندا يقال" آن أغيون، "الغربان البيض ـ كوابيس الشيشان" تمارا تراميه ويوهان فيندت، "حتى السلاحف تطير" بهمن قبادي، "مقاتل" مونيكا بورغمانن وهيرمن تايسن ولقمان سليم.

تعرض الأفلام بوجود مخرجيها حيث يتاح للحضور مناقشة المواضيع المطروحة ومعالجتها السينمائية والفنية. أما الندوتان المبرمجتان لهذه التظاهرة فهما تحت عنوان: "حروب الأهل: عقدة القتل وطلاقة الوجع (حلال الكلام وحرامه)" في ما الندوة الثانية تحمل عنوان "في طي الحروب ونشرها (العفو، العدالة، الذاكرة)"، والندوتان الهدف منهما تعرية الأسباب الكامنة التي أنتجب الحروب لا سيما الحرب اللبنانية التي ما تزال بعض نعراتها تغذى، من دون اللجوء إلى المعالجة بالكشف والمصارحة.

وهذه التظاهرة ان كانت تركز على الحرب اللبنانية بسبب وجودها في بيروت فهي مهتمة بالشيشان وكوسوفو وراوندا وكل الصراعات الأهلية المقيتة، والمعرضان الفنيان المصاحبان للأفلام، هما حول حربين كبيرتين داميتين ويقامان تحت الاسمين التاليين: (مروا من هنا، سياحة بين جدران بيروت) و(الحرب ملء البال إقليم كوسوفو بعيون اطفال).

وتنظم هذه التظاهرة بالتعاون بين عدة مؤسسات لبنانية ودولية بمبادرة من "أمم" في لبنان وتعاضد كل من "مسرح المدينة"، مؤسسة "هينريش" و"معهد غوته" والقسم الثقافي في السفارة الفرنسية و"ميدكو".