المدارس الروسية في فلسطين

TT

صدر حديثاً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتاب بعنوان: «طلائع النهضة في فلسطين»، للباحث والشاعر حنا أبو حنا، وهو يتناول زاوية غير مطروقة تماماً في تاريخ المنطقة العربية، وهي اثر المدارس الروسية في تكوين النخب النهضوية في فلسطين والبلدان العربية المحيطة بها.

ويستعرض الكتاب الجهد الروسي في انشاء المدارس في فلسطين ولبنان وسورية في ظل الحكم العثماني، ويذكر ان عدد المدارس الروسية في بلاد الشام بلغ 114 مدرسة في سنة 1914 ضمت 15 الف طالب وطالبة، وان اول من انشأ الصحافة الادبية في فلسطين كان من خريجي دار المعلمين في الناصرة (السمنار)، وان نصف اعضاء الرابطة القلمية في اميركا الشمالية التي كان لها شأن مهم جداً في بعث الادب العربي الحديث، هم من خريجي المدارس الروسية.

وفي الكتاب سرد عن بعض المعلمين والمتخرجين من المدارس الروسية امثال رشيد ايوب وشكري سويدان وميخائيل نعيمة (من لبنان)، وانطون بلان وعبد المسيح حداد ونسيب عريضة واسكندر جبرائيل كزما (من سورية)، واسكندر الخوري البيتجالي وخليل بيدس وشبلي ناصر رزق ونعمة سليم الصباغ وكلثوم عودة وناصر عيسى وسليم قبعين وقسنذي قنازه وفضيل النمر وابراهيم الياس ورور وجاد ورور (من فلسطين). يخلص الباحث حنا ابو حنا الى ان الهدف الجوهري من انشاء المدارس الروسية لم يكن نشر الادب الروسي او الثقافة الروسية بين العرب بقدر ما كان وسيلة لضمان حماية الارثوذكس في الدولة العثمانية وانقاذهم من التبشير الكاثوليكي والبروتستانتي. وقد تضمن الكتاب نحو 20 صورة عن المدارس الروسية، مثل دار المعلمين في الناصرة، ومدرسة البنات في الناصرة ايضاً، والمعهد الارثوذكسي في بيت جالا ومدرسة البنات في مار الياس في بيروت، والمدرسة المختلطة في سوق الغرب في جبل لبنان، ومدرسة البنين في اميون، ومدرسة البنات في دمشق، فضلاً عن صور لبعض المدارس الارثوذكسية الروسية في حيفا والرامة والرينة وحمص، علاوة على جدول تفصيلي بمعاهد الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية في فلسطين وسورية (ولبنان ضمناً) سنة 1907.

ويتناول المؤلف كذلك النشاط التبشيري الكاثوليكي والبروتستانتي الذي عم المنطقة العربية في القرن التاسع عشر.