سوق الكتب الجديدة

TT

عودة إلى فرانكلين

وسر الكهرباء

* في أربعينات القرن الثامن عشر كانت الكهرباء موضوع بحث جدي. وسعى أحد العلماء الى اكتشاف سرها وعلاقة ذلك بالعواصف والضوء. وعبر تجارب أقل تعقيدا أصبح بنجامين فرانكلين مقتنعا بأن الكهرباء مادة سائلة يمكن أن يكون لها توازن ايجابي أو سلبي. وقد أعد وسائل لحفظ الشحنات الكهربائية وسماها «بطاريات»، وفي عام 1750 قام بتجربة ليظهر بأن الضوء شكل من اشكال الكهرباء. وقام بتجربة اخرى بعد عامين وكانت متعلقة بتحليق طائرة ورقية. واذ لاحظ ان الضوء يفضل ان يمر عبر المعدن، صنع فرانكلين أول أقطاب ضوئية في العالم في ذلك الصيف. ويروي لنا فيليب دراي، مؤلف كتاب « قطب بنجامين فرانكلين الضوئي واكتشاف أميركا» كيف ان القطب حل بصورة تدريجية محل وسيلة حماية قديمة غير فعالة، وهي أجراس الكنيسة التي تقرع عند حدوث العواصف الرعدية.

ولا يقدم دراي اكتشافات مذهلة أو اعادة تفسير جريئة، ولكن كتابه يتسم بالأناقة، ويبدو فيه فرانكلين جذابا والعلم سهلا: هل تجتذب اقطاب الضوء ضوءا اضافيا؟ هل ينبغي ان تكون مستدقة ام غير حادة؟ هل تسبب الهزات الأرضية؟ وفي الكتاب نجد الكثير من تلك الظواهر التي كانت تثير فضول فرانكلين.

كيف تخلق

الشركات أمراضا

* هل يعتبر انقطاع الدورة الشهرية مرضا؟ قد لا يكون الأمر كذلك، غير ان شركات الأدوية شجعت الناس على التفكير على هذا النحو لبيع علاج الهرمونات الذي تنتجه، الى ان كشفت الأنباء ان الهرمونات تزيد من مخاطر الاصابة بالسكتة القلبية والجلطة وسرطان الثدي. ويشير راي موينهان وألن كاسلز، مؤلفا كتاب «بيع المرض: كيف تحيلنا شركات الأدوية الكبرى في العالم جميعا الى مرضى»، الى تقرير أعده محلل في الأدوية وفيه جاء: «ستشهد السنوات المقبلة المزيد في ما يتعلق بسعي الشركات الى خلق أمراض. إنها تنفق على نحو مفرط على الخبراء الذين يتحدثون عن قضايا مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وما يتركه ذلك من آثار على المستهلكين ممن ترعبهم الشركات وتدفعهم الى اجراء اختبارات ذات فائدة قليلة. وتبذل هذه الشركات كل ما يمكن أن يغري الخبراء المعنيين. وقد تذمرت المحررة السابقة لمجلة «نيو إنغلاند» الطبية من أنها وجدت مصاعب في الحصول على متخصص في عرض الكتب لا يتقاضى أموالا من شركات الأدوية. ومن اجل ذلك تسعى الشركات الى تأسيس جماعات بحث في المجالات المختلفة وتستخدم المشاهير ممن يظهرون في الدعايات أو اللقاءات وهم يثنون على هذا الدواء أو ذاك من دون الاشارة الى أية مخاطر يمكن ان يسببها لاحقا.

بحثا عن الأرض الموعودة

* بالنسبة لعائلة أميركية افريقية في أوائل القرن التاسع عشر في الجنوب الأميركي كانت لعائلة توماس رابيير قدرة مدهشة على التحكم بحياتها. وبسبب من موقف سيدها كانت سالي توماس قد جمعت ما يكفي من المال كعاملة في غسل الملابس لشراء ملكية وتحقيق الحرية لأبنائها. فقد أعدت جون ليكون قائد بارجة، وهو ما وفر مالا في وصيته لتحريره. وحثت هنري على الهرب الى بوفالو حيث اصبح حلاقا.

وهي نفسها اشترت حرية ابنها الصغير جيمس الذي عمل حلاقا هو الآخر. وتضمن الجيل الثالث جراحا في الجيش وعضوا في الكونغرس. وينسب جون هوب فرانكلين ولورين شفيننغر مؤلفا كتاب «بحثاً عن الأرض الموعودة: عائلة عبيد في الجنوب القديم» نجاح العائلة الى التعلم والعمل وكذلك الى الفرص التي توفرت عبر علاقات معقدة مع البيض.

ويقول المؤلفان إن هذه العائلة الاستثنائية تلقي الضوء على النواحي غير المكتشفة من تاريخ الجنوب ويرويان قصته على نحو بارع.

بحث عن السجاد الفارسي

* يعترف براين ميرفي، مؤلف كتاب «جذور الفوة البيضاء: متابعة تاريخ وأسرار وسحر السجاد الفارسي» قائلا «أحلم أن أكون بائع سجاد». ان لديه جشع جامع التحف الفنية وسذاجة العاشق وفضول الصحافي. وبحثه يتركز على السجاد الفارسي التقليدي الذي ينسج باليد في ايران وأفغانستان من الأنسجة الطبيعية الأصباغ وبتصميمات تتباين بتباين القبيلة او العائلة، بل النساج ذاته. وشعاره هو الفوة البيضاء ذات الأوراق الشائكة، والتي تمنح جذورها السجاد التقليدي لونه الأحمر، أما الروح الحارسة للابداع فحافظ، الشاعر الفارسي المعروف من القرن الرابع عشر.

وبين المصطلحات المتعلقة بفن صناعة السجاد القديمة وتاريخ المنطقة الحديث، يأخذ المؤلف قراءه الى لعبة صراع الكلاب ومقابلة مع أحد جنرالات الحرب وموقد زرادشتي وساحة الإمام الكبيرة في اصفهان. ويشعر ميرفي بالقلق من ان الفن الذي يحبه يواجه تهديد النسج بالماكنة والسجاد المصبوغ بصورة غير طبيعية والتصميمات التي تجرى حسب الطلب.

هذا موقفي

* في عام 1951 عندما كان جيسي هيلمز، مؤلف كتاب «هذا موقفي: ذكريات» مساعدا للسناتور واليس سميث في نورث كارولينا، حين تلقى تعليقات لطيفة من السناتور ريتشارد نيكسون حول العنصرية.

ورد هيلمز قائلا «لست ولا السناتور سميث عنصريين». ورد عليه نيكسون قائلا «ولكن يجب عليك الاعتراف بأن هناك الكثير الذي يجب القيام به بخصوص العلاقات العنصرية في نورث كارولينا».

وحاول هيلمز اكتساب جولة جديدة في المفاوضات عندما قال «ربما يكون ذلك صحيحا. ولكن يجب علي القول إننا نعامل الصينيين معاملة جيدة للغاية». غير ان مذكرات جيسي هيلمز تبتعد عن مثل هذه الحماقات، وهي سلسلة غامضة في الوقت نفسه. ويصر هيلمز خلال وصفه لانتخابات مجلس الشيوخ لعام 1950 التي تنافس فيها سميث وفرانك غراهام، على انه لم يلعب دورا في حملة سميث الانتخابية. غير انه لم يذكر لماذا يهتم كل هذا الاهتمام بالابتعاد عن حملة سميث، الا بمجرد قوله «كما أنني لم اشارك في عملية مونتاج للصور العنصرية التي وزعت ضد الدكتور غراهام في الانتخابات التمهيدية».

* خدمة «نيويورك تايمز»