كتّاب «فلسطين 48» عقدوا اجتماعهم الأول لكسر عزلة فرضها الاحتلال والأنظمة العربية

طبعة «حيفا» الإلكترونية تبصر النور ومواقع أخرى «تلمّ الشمل»

TT

أدباء وكتاب فلسطين الداخل، أو من يطلق عليهم اسم «عرب 48»، عقدوا مؤخراً، اجتماعهم الأول في مدينة شفاعمرو، بهدف إقامة تجمع لهم، داخل الخط الأخضر، وتشكيل إطار يحميهم من شر التشويش والتهويد، ويحقق لهم إمكانية التواصل مع بقية المبدعين الفلسطينيين في العالم. ويفترض ان هذا التجمع سيكون جزءاً، مما يطلق عليه اسم «تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين»، ويضم تحت مظلته، أصحاب الأقلام الفلسطينية في الداخل والشتات. ويحاول هذا التجمع أن يحقق ما عجزت عنه الاتحادات العديدة المشرذمة، وغير الفاعلة المنتشرة هنا وهناك.

وطرحت فكرة تأسيس «تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين» للمرة الأولى عام 2004 بدافع القلق على حالة الثقافة الفلسطينية، في خضم التغيرات والظروف السياسية التي يمر بها الفلسطينيون في مواقع انتشارهم المختلفة.

وفي حديث لـ«المنتدى الثقافي»، قال الروائي الفلسطيني ورئيس اللجنة التحضيرية للتجمع رشاد ابو شاور، من مكان اقامته في الأردن «إن تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين عبارة عن هيئة عالمية يتجمع فيها أدباء فلسطينيون من كل موقع جغرافي، خاصة وأن لدى الفلسطينيين حركة ثقافية مشتتة في العالم، ومبدعين لا يعرفون شيئا عن بعضهم البعض».

وكان ابو شاور قد بعث برسالة خاصة للمجتمعين في شفاعمرو جاء فيها:«إن لقاءكم في عمق وطننا، في هذا المكان العريق، شفاعمرو، قلعة ظاهر العمر، هو تأكيد على أن حيوية أدبائنا وكتّابنا قد انتقلت الى الفعل وأنها لن تتوقف. لقد عشتم داخل وطننا في عزلة فرضها الاحتلال من جهة، وأسهمت فيها نظم حكم عربية لم تشأ للفلسطينيين أن يتواصلوا، ولكن شعبنا العنيد الروح كسر الحواجز بتواصل الأصوات الأدبية، خاصة بعد تفجر المقاومة بعد حزيران 67. إننا ننتمي لشعب واحد، ووطن واحد، وقضية واحدة، وإن من أول مهماتنا الحفاظ على هويتنا الثقافية التي هي روح هويتنا الوطنية والقومية».

الكاتب والصحافي وليد ياسين، عضو اللجنة التحضيرية للفرع الجديد لعرب 48، أكد في حديثه الخاص لنا: «أنا وزميلي د. جوني منصور، انتخبنا لنكون أعضاء في اللجنة التحضيرية عن عرب الداخل، وقد جاءت الفكرة اليوم نتيجة لوجود الكثير من الاتحادات المشرذمة والمشلولة كليّا لدينا، وتأتي هذه المبادرة لتعطي منبراً لكل كاتب بنشر انتاجه بغض النظر عن الانتماء السياسي، إنما بهدف التعبير عن همومنا كشعب فلسطيني، فنحن لم نأت لنكون في مكان أي كان من الاتحادات الموجودة إنما هدفنا توحيد كافة صنّاع الكلمة الفلسطينيين في كل مكان داخل إطار واحد والمجال مفتوح للجميع»، وتابع: «نحن داخل الخط الأخضر جزء من العالم الفلسطيني والحركة الثقافية، وفكرتنا تأخذ بالاعتبار موضوع الحفاظ على الأدب الفلسطيني، خاصة وأننا نلاحظ أن الأطر الأدبية الموجودة محصورة على فئات معينة، في الوقت الذي لدينا فيه كتاب ومبدعون، حتى لو اختلفنا معهم، فهم مبدعون ويجب اتاحة الفرصة لهم.

من ناحيته، أكد الروائي رشاد ابو شاور، أن التجمع سيساهم بتعريف الناس ببعضهم البعض. فلدينا مبدعون من ادباء وكتاب وفنانين وغيرهم، معروفون بصورة محدودة جداً حتى على المستوى المحلي. بينما من خلال التجمع سنساهم في تعريف العالم بهم وبالأجيال الشابة من أبناء الشعب الفلسطيني». وقدم ابو شاور مثالاً على نتيجة هذا التشرذم، الذكرى المئوية لولادة الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان متسائلاً: «كم من الناس منتبهون لهذا الأمر؟ انسان مثله يستحق أن نعطيه حقه وسوف نقوم بإحياء ذكراه باحتفال خاص بمخيم اليرموك في سورية. ففي ذلك نحن ننعش الذاكرة الجماعية، خاصة اذا قامت فروع التجمع بإحياء ذكراه في أماكن أخرى مثل 48 أو في مسقط رأسه نابلس، وأماكن يوجد فيها فلسطينيون في العالم».

إضافة الى الموقع الالكتروني للتجمع، الذي سينشر الإبداعات الفلسطينية، ستقوم بمهمة مشابهة مجلة الكترونية اسمها «حيفا» تنطلق خلال الشهر الحالي، ويجري العمل على إقامة موقع ارشيفي وكتاب الكتروني يمكّن القارئ من قراءة وحفظ الكتاب بتكاليف مالية أقل، ويسعى «التجمع» الى تنظيم أمور وشؤون الأدباء الادارية والعملية ونشر أعمال المنتسبين اليه من خلال اصدارات خاصة أو نشرات وعقد مؤتمرات تفتح امكانية اللقاء.

ومن أهداف التجمع أيضاً إقامة دار نشر فلسطينية تعيد طباعة النتاج الفلسطيني منذ بداية القرن وحتى الآن. كذلك إقامة مكتبات للتجمعات الفلسطينية في شتى دول العالم، فيها نتاجات الكتاب الفلسطينيين، كما أكد لنا الروائي ابو شاور.