خالد أبوالفضل عضو هيئة استشارية للرئيس بوش: تؤخذ القرارات بأصوات أغلبية تتبع أيديولوجيات محددة

TT

خالد أبوالفضل هو العضو المسلم الوحيد اليوم، في اللجنة الدولية للحريات الدينية، التي تعمل كهيئة استشارية للرئيس بوش والبيت الأبيض وأعضاء الكونغرس الأميركي، وقد أثارت زيارته الأخيرة لمصر التي تزامنت مع صدور كتابين له، نقاشاً اتسم بالحدة أحياناً. والرجل مقروء في أميركا وله آراء وكتابات، تحاول ان ترى الإسلام من جانبه التسامحي المنفتح، وهو يعتقد ان الخلاف معه، إن في أميركا نفسها أو في مصر، يعزز صورة الإسلام في عيون الأميركيين وليس العكس.

بعض الأحداث طرحت قضية الإسلام والهوية في أميركا قبل 2001، فلا يزال الأميركيون يذكرون أحد أيام مارس من عام 1996، حينما رفض لاعب كرة السلة المحترف محمود عبد الرؤوف، الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني الأميركي، ليس فقط لأنه يعتبره رمزاً لتاريخ من القهر للأميركيين السود من أصل أفريقي، بل لأنه في الأساس يراه غير ملزم له كمسلم، حيث لا يجوز له الوقوف لهذا النشيد، وكانت المشكلة الكبرى حين أيدت بعض الجمعيات الإسلامية في أميركا موقف عبد الرؤوف، إلى أن تصدى عالم شاب بكتاب صغير بالإفتاء بالأمر، على أسس الشريعة الإسلامية، وأكد أن وقوف عبد الرؤوف للنشيد الأميركي لا يتعارض مع كونه مسلماً. ولم يكن هذا العالم الشاب سوى د. خالد أبوالفضل، المصري، الذي أصبح الآن أحد أفضل خمسمائة محام أميركي، بين مليون ونصف مليون محام يعملون في أنحاء أميركا، حيث لا يقبل أبو الفضل سوى بعض القضايا الكبرى، حتى لا تشغل من وقته أكثر من 30% تبعاً للقانون الأميركي الذي ينطبق على الأكاديميين الذين يمارسون المحاماة. ويشغل أبوالفضل منصب أستاذ متفرغ في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس.

تزامنت زيارة د. أبوالفضل الأخيرة لمصر مع صدور كتابين له مترجمين للعربية، يطرحان أهم القضايا التي يواجهها المسلمون في أميركا، على مستوى الحوار النظري الأكاديمي، ومستوى التطبيق، وهما السلطة والتسلط في الفتاوى الإسلامية، وعلاقة الإسلام بالديمقراطية. والإقبال المتزايد على كتب د. خالد أبوالفضل، يؤكد تعطش مسلمي أميركا للوصول لحلول تخص قضايا واقعهم المعاصر، وتدفعهم لفهم دينهم، فقد ناقش أبوالفضل في كتابه «التسامح في الإسلام»، قضية تعايش الأديان المختلفة مع بعضها، وما أحوج مسلمي أميركا لتفهم التسامح الإسلامي الحقيقي ليطبقوه مع فهم صحيح لأساسه النظري في النص القرآني، فيحسنون صورة المسلم شيئاً فشيئاً. ويقول أبوالفضل «هوجمت على كتابي هذا من عديدين، كان منهم مواطنون مسلمون هجروا دينهم لعدم إيمانهم بأوجه التسامح في الإسلام، فبينت لهم ما خفي عليهم، وكنت سعيداً بعودة بعضهم للدين مرة أخرى».

أما كتاب «الجمال في الإسلام» فيطرح أبوالفضل من خلاله مواطن الجمال في التراث الإسلامي، ويبرز التناقض الشديد بين الحاضر والتراث في هذه القضية، حيث يؤكد «هناك أشياء الآن نتعامل معها بوصفها محرمات فكرية، بينما تعايش معها أجدادنا بشكل طبيعي للغاية، وكأن هذه الأشياء تبعد المسلم عن دينه، بينما الدين رحب». وربما تشغل قضية الجمال بكل عناصرها فكر أبوالفضل، الذي كان الشعر والقصة وكتابة المقال طريقه إلى جوار التفوق الدراسي، حتى حصل على منحة كاملة من كلية الحقوق بجامعة يال، ومن بعدها برينستون حيث درس للماجستير والدكتوراه، وكان من أهم ما تعرض له في دراسته رؤية النظرة القاصرة لأساتذته من المستشرقين، حيث درس على يد برنارد لويس وإفرام يوديفيتش وباربر يوهانسن ومايكل كوك وغيرهم، تلك الرؤية التي يراها أبوالفضل مجتزأة.

وخالد أبوالفضل هو العضو المسلم الوحيد اليوم، في اللجنة الدولية للحريات الدينية، التي تعمل كهيئة استشارية للرئيس بوش والبيت الأبيض وأعضاء الكونغرس الأميركي، لتقييم الدول التي تخضع لعقوبات دولية، بسبب ممارستها لاضطهاد الأديان، لكن أبوالفضل يرى أن وضعه في هذه اللجنة لن يستمر، ولن يتم التجديد له، حيث تؤخذ القرارات في هذه اللجنة بأصوات الأغلبية التي تتبع أيديولوجيات محددة من البداية، بحيث تغيب عنها الأصوات الموضوعية لأبوالفضل وبعض زملائه، وهذا ما يؤكد أنه لمسه عن قرب بعد أن صوتت اللجنة ضد مصر في قضية اضطهاد الأقباط، بدون وجود أية أدلة موضوعية، حسب قول أبوالفضل.