«سهرة كتاب« في معهد إميل توما بحيفا: النقد الأدبي داخل فلسطين 48

TT

ضمن الفعاليات النقدية الفكرية التي ينظمها معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية بحيفا، وفي سلسلة «سهرة كتاب« المستمرة للسنة الثالثة، احتفى المعهد بصدور كتاب: «النقد الأدبي داخل فلسطين 48، في نصف قرن (1948 ـ 1998) للدكتور محمد خليل.

يضم الكتاب سبعة فصول هي: المشهد الأدبي وفيه يتناول التيارات الأدبية في الحركة الأدبية الفلسطينية في حدود 48 وهي ثلاثة تيارات: الأدب الملتزم وتيار الأدب للأدب والتيار الوطني القومي. وفي الفصل الثاني يتناول النقد الأدبي ومراحله المختلفة من مرحلة التبلور الى الدراسات الجامعية. والفصل الثالث يكرسه لاتجاهات النقد الأدبي، ويتحدث عن تسعة اتجاهات هي: الصحافي والآيديولوجي والواقعي والمنهجي والتكاتلي والانطباعي والوسطي والجمالي والأكاديمي. والفصل الرابع هو لنقد الشعر، والخامس لنقد القصة والسادس لنقد الرواية والسابع لنقد المسرحية.

افتتح اللقاء الكاتب سلمان ناطور مدير المعهد مرحبا بالكاتب والكتاب مشيرا الى أهمية دراسة الحركة النقدية الثقافية الفلسطينية في فلسطين 48 بخصوصيتها في مرحلة الصراع على الهوية والوجود الثقافي كأساس للوجود الجسدي، وقال أيضا: ان مراجعة هذا الكتاب تنفي الادعاءات أنه لم تكن لدينا حركة نقد، بالعكس، فان النقد الثقافي في السنوات الماضية أحدث حراكا ثقافيا ابداعيا أكثر مما يحدثه اليوم، وقال أيضا: ان المعهد يفتح أبوابه للمثقفين والمبدعين الفلسطينيين لاجراء حوارات أدبية وثقافية تسجل ثم تنشر وذلك للنهوض بالحركة الثقافية الفلسطينية المصابة بوهن في السنوات الأخيرة.

وافتتح الدكتور محمد خليل محاضرته بالاشادة بدور مجلة «الجديد» المحتجبة التي «شكلت مصدرا أساسيا لرسالته والتي وفر معهد اميل توما أعدادها منذ مطلع الخمسينات للباحث كي يعد رسالته والتي كانت المنبر الأهم لنشر المقالات النقدية وخصوصا مقالات الدكتور اميل توما «شيخ النقاد»، والأدباء الراحلين الذين برزوا على صفحات الجديد مثل اميل حبيبي وتوفيق زياد وجبرا نقولا وصليبا خميس وعلي عاشور ومحمد خاص، وكذلك الأدباء الذين واصلوا وما زالوا أحياء ممن وقفوا في وجه الظلام والظلم ولولاهم لكنا نتحدث العبرية ـ كما حدث في شمال أفريقيا». وأكد د. خليل أن حركة نقدية عربية فلسطينية كانت فاعلة في الماضي ولكن يجب أن تقيم في مرحلتها التاريخية، ففي ذلك الوقت «لم يستطع الكاتب الفلسطيني أن يكتب بحرية بسبب الملاحقة والرقابة العسكرية ولم تتوفر المصادر العربية اذ منعت الكتب العربية من الدخول الى البلاد قبل العام 1967 وفي ذلك الوقت أيضاً كانت الحركة الأدبية مجندة تماما للقضية الوطنية أي أن السياسي كان يطغى على الأدبي واذا لم تفهم طبيعة هذه المرحلة فسيساء تقييم الحركة الثقافية بشكل عام والنقدية بشكل خاص».