«النور والفن» احتفالية ألمانية تعيد إنتاج حياة المصريين

TT

لم يكن استخدام الساحة لإعادة إنتاج الحياة في أشكال فنية هو المدهش في احتفالية «النور والفن» التي نظمها «المعهد الثقافي الألماني» في القاهرة، في ساحة مسجد أصلم السلحدار، بل المدهش هو قيام الفنان الألماني فالترجيرس بإعادة إنتاج حياة المصريين العادية، من خلال ورش متضافرة لثمانية فنانين مصريين وتقديمها في ساحة المسجد خلال شهر رمضان. فمن باب زويلة ومن تحت الربع، ينطلق خيط من «الجراكن» الحمراء المضاءة يقود الناس إلى ساحة ومسجد أصلم السلحدار احتفالية «النور والفن» التي تستمر على مدى 17 يوما.

وبينما جذبت فعاليات الاحتفاليات الصغار الذين فرحوا بالأضواء الملونة والأشكال الفنية والحضور المكثف للأجانب، لم يعبأ الكبار بما يجري حولهم. وأول ما يلفت النظر في الساحة الأراجيح ذات الأعمدة الحديدية المزدانة بخيوط الضوء الملونة وبجوارها عمل الفنانة مروة زكريا الذي قامت فيه بتكبير قطع لعبة الدومينو وهي أكثر ألعاب التسلية الشعبية في تلك الأحياء الفقيرة في مربع على الأرض بعضها مضاء بالضوء الأحمر.

أما الفنان محمود حمدي فقام ببناء صندوق خشبي كبير وضع بداخله شاشتي كومبيوتر، وعرض من خلالهما مشاهد فيديو مأخوذة لدمية عرض «مانيكان» تمد يدها وسط زحام ميدان التحرير، مشكلا الحركة الرائجة لناس القاهرة من خلال كاميرا تكاد تكون ثابتة.

وقام الموسيقي محمود رفعت بتركيب مكبرات صوت في مناطق متفرقة من الساحة لتعيد للأذهان صخب الأفراح الشعبية في تلك المناطق الفقيرة، وإن تخللها بعض المقطوعات الكلاسيكية الغربية الموزعة بشكل جديد.

الفنانان هيثم نوار وولاء صفاء الدين قاما بعرض صورة ثابتة بواسطة بروجيكتور على إحدى واجهات المسجد، في هذه الصورة قاما بإعادة الزخارف والنقوش والألوان الحقيقية للأثر، كما تم بناؤه، غير أن الصورة جاءت باهتة، لبعد المبنى الذي تم تسليط الصورة من فوقه عن المسجد. ومن نافذة على سلم أحد المباني، عرضت الفنانة رنا النمر صورها الفوتوغرافية التي التقطتها لمقهى يسري الذي تمت إزالته في يونيو (حزيران) الماضي، وظل مكانها «خرابة» يتجمع فيها موسميا زائرو جامع ومولد فاطمة النبوية، وتثير الصور مجموعة منوعة من الذكريات، وخاصة عند عرضها على جدار حجري مواجه لتلك النافذة.

ومن الأعمال التي لم تكن واضحة عمل الفنان محمد شكري حيث قام بإعادة تشكيل المئذنة المملوكية الأصلية للمسجد بمصابيح كهربائية على أحد الأسطح المجاورة. كذلك عمل الفنان إسلام العزازي والذي عرض لقطات فيديو داخل تكوين من الحديد والقماش مستمد من شكل فانوس رمضان وعلى الحائط في الخلفية عروض بالشرائح الملونة لوجوه شخصيات من السكان في البداية أبيض وأسود ثم تمزج الصور بتأثيرات جرافيكية على الوجه للقطات للحوانيت والمحال الصغيرة في الحارات.