رائدة البحث عن الأسرار المشرقية لدى غوته

كاترينا مومزن تحتفل بعيدها الثمانين

TT

احتفلت اختصاصية اللغة والأدب الألمانيين كاترينا مومزن بعيد ميلاها الثمانين، بعد مسيرة حافلة أسهمت في كشف أسرار التأثيرات المشرقية على أدب غوته، من خلال كم هائل من الدراسات التي ترجم بعضها إلى العربية. وتعد كاترينا مومزن رائدة في تناول العلاقة بين غوته والعالم الإسلامي، وتأثره بسحر المشرق الذي طغى على حياته وبعض من أعماله. وقال موقع إذاعة دوتشيفيليه الألمانية بهذه المناسبة ان مومزن اهتمت في أعمالها بأن تضع القارئ بصورة مفاجئة أمام نتائج كثيرة خالية من الانحياز والأحكام المسبقة، بالشكل الذي يفتح أمامه آفاقاً جديدة للتأمل، وانها تخلص في الكثير من أعمالها إلى أن غوته ما كان له أن يصل لما وصل إليه لولا المشرق، الذي تعلق به من نعومة أظافره عندما قرأ «ألف ليلة وليلة» التي أعاد قراءتها حتى آخر سني حياته.

وقد بدأت مومزن مشوارها الطويل بدراسة عنوانها «غوته وألف ليلة وليلة». وفي كتابها الأكثر شهرة «غوته والعالم العربي» الذي ترجم إلى لغات عدة توضح مومزن العلاقة التي تمتد من بغداد وشهرزادها إلى غوته العاشق، وتناولت في دراساتها «الديوان الشرقي الغربي» لغوته الذي تظهر فيه اهتماماته بالمشرق في أدبه وشعره واطلاعه الكبير على الإسلام والأدب العربي.

إن مومزن بحسب موقع دوتشيفيليه لا تدرس هذه التأثيرات التي نتجت عن اهتمام غوته بالمشرق في قصائد ديوانه الشرقي ـ الغربي فحسب، بل إنها تدرسها من بواكير مسرحياته الشعرية التي تعود إلى الستينات من القرن الثأمن عشر حتى مسرحية «فاوست الثاني» التي كتبها في أواخر حياته في الثلاثينات من القرن التاسع عشر. وتتحدث مومزن في دراساتها عن «السجيّة الشهرزادية» لغوته، وهو التعبير الذي صكته لتشير إلى الموهبة التي تمتع بها، ومكنته من ابتكار وتطوير الأقاصيص على طريقة شهرزاد. تعد هذه السجية العنصر الجوهري إن لم نقل المحدِّد في ذلك الطابع الأخاذ الذي يتمتع براهنية ما زالت تحتفظ به نصوص غوته حتى اليوم. ومن اعمال مومزن المترجمة نذكر «غوته والعالم العربي» الذي عربه عدنان عباس علي وراجعه عبد الغفار مكاوي. وقد صدر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية، كما ترجم أحمد الحمو كتابها الآخر «غوته وألف ليلة وليلة» ونشر في دمشق عام 1980.