نظريات الاتصال تطال كل علم

TT

صدر عن «المنظمة العربية للترجمة» كتاب حمل عنوان «تاريخ نظريات الاتصال» لأرمان وميشال ماتلار، من تعريب نصر الدين لعياضي والصادق رابح. أرمان هو أستاذ علوم الإعلام والاتصال في جامعة «باريس 8»، أما ميشال فهي كاتبة وباحثة.

ويتضمن الكتاب عرضا دقيقا وواضحا للنظريات والمقاربات الكبرى التي تناولت الاتصال الاجتماعي. وقد اجتهد الكتاب في إبراز اهم مساهمات هذه النظريات، في الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع والأنثولوجيا وعلم النفس والاقتصاد والعلوم السياسية. من هنا تبرز اهمية الكتاب بالنسبة إلى الطلاب، لا سيما طلاب علم الاجتماع والإعلام، وكل من يهمه التعرف على المجال الاتصالي لاختصاصه المعرفي.

والكتاب الذي يقع في 255 صفحة، وزع على عدة فصول. الأول هو «النظام الاجتماعي»، وفيه عرض لأهم النظريات في التبادلات والتمدد الاقتصادي، منها نظرية تقسيم العمل التي ابتكرها آدم سميث في بريطانيا، وشعار «دعه يعمل دعه يمر» الذي اخترعته مدرسة الفيزيوقراط بالإضافة إلى الجدول الاقتصادي الذي وضعه كينسي في العام 1758. الفصل الثاني هو حول «التصورات الأمبيريقية للعالم الجديد» حيث مثلت مدرسة شيكاغو نقطة الانطلاق. كذلك يتضمن لمحات عن أهم الشخصيات في هذا المجال أمثال مؤسس البراغماتية والسيميائية تشارلز بيرس. أما الفصل الثالث فيتطرق إلى «نظرية المعلومات» التي لعبت دورا أساسيا في الأربعينات في نقل النماذج العلمية الخاصة بالعلوم الدقيقة إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية. هذا إضافة إلى عرض النموذج الشكلي للأميركي كلود إيلوود شانون الذي اقترح «نظاماً عاماً للاتصال». أما الفصل الرابع، الذي يحمل اسم «الصناعة الثقافية، الآيديولوجيا والسلطة» فيعرض النظريتين النقدية والبنيوية وأهم مراحل تطورهما. وكذلك التعريف بما يسمى «الاقتصاد السياسي» الذي ظهر في الستينات، طارحا مسألة الخلل في تدفق الإعلام والإنتاج الثقافي بين الدول حيث تعاني البلدان النامية هيمنة الثقافات الغربية، مما يؤدي إلى «محو» تدريجي لخصوصياتها الثقافية.

وفي نهاية الكتاب نجد ثباً بالمراجع البالغ عددها نحو 300 مرجع، إضافة إلى أهم المصطلحات في عالم الاتصال، التي يمكن للقارئ الفرنكوفوني الرجوع إليها لزيادة في الوضوح.

يذكر أن «مركز دراسات الوحدة العربية» يتولى توزيع الكتاب.