خطر المسلمين في أوروبا على أميركا

محرر نيويورك تايمز والمفكر المحافظ يرسم سيناريوهات متجهمة

TT

إذا تحققت سيناريوهات مؤلف هذا الكتاب، فالاتحاد الأوروبي سيذعن لتأثير الزعماء المسلمين المتنامي في اوروبا،

وسيقطع الرئيس الأميركي في الحال كل العلاقات العسكرية والاستخباراتية مع الأوروبيين «لمصلحة الأمن القومي».

وفجأة يهبط مؤشر داو جونز الى 1200 نقطة ارتباطا بتوقع ارتفاع سعر النفط الى 200 دولار للبرميل.

في السيناريو المتجهم الذي يفتتح هذا الكتاب الدراماتيكي الهام يؤدي التأثير الديموغرافي والسياسي المتنامي للزعماء المسلمين في القارة الأوروبية الى مطالبة الحكومات الأوروبية بأربع قضايا.

فالاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء يذعنون، ورئيس أميركي يقطع في الحال كل العلاقات العسكرية والاستخباراتية مع الأوروبيين «لمصلحة الأمن القومي». وفجأة يهبط مؤشر داو جونز الى 1200 نقطة ارتباطا بتوقع ارتفاع سعر النفط الى 200 دولار للبرميل.

وأول المطالب الأربعة ان الجالية الاسلامية سيكون لها حق الفيتو على أي قرار أوروبي في مجال السياسة الخارجية يمكن أن يؤثر على بلد اسلامي. أما الثاني فهو الاطلاع على أي تحقيق تقوم به الشرطة مع أي مسلم في أي مكان من أوروبا بمن فيهم المشتبه في كونهم ارهابيين.

والثالث، لجنة قضائية تضم الزعماء المسلمين يمكن أن تلغي أية قوانين «تسبب اهانة للمسلمين الذين يعيشون في أوروبا». والمطلب الرابع يمكن أن يكون الالغاء العاجل لكل القوانين والممارسات التي تقيد الهجرة.

ويرى توني بلانكلي، محرر صفحة الرأي في «واشنطن تايمز» والمفكر المحافظ البارز هذا الأفق باعتباره محتملا الى حد كبير وبالتالي فانه يشكل خطرا على الأمن الأميركي، ويؤكد قائلا «أيا كان رأينا بآليات السياسة الخارجية لأوروبا فان من مصلحة أمننا القومي أن نحقق أقوى تحالف ممكن مع أقوى أوروبا محتملة».

وقد قال في كتابه الموسوم (فرصة الغرب الأخيرة: هل سننتصر في صدام الحضارات ؟) انه «اذا ما اصبحت أوروبا مزيجا من أوروبا عربية فان ذلك يمكن أن يعني فقدان ابناء عمومتنا الأول الثقافيين والتاريخيين، وأوثق حلفائنا الاقتصاديين والعسكريين، ومصدر حضارتنا. ويمكن أن يكون ذلك شرطا يتعين على الأميركيين أن يرتعبوا منه ويتخذوا كل الاجراءات لتفاديه».

ويجب ملاحظة أن كتاب بلانكلي كتب قبل الهجمات الانتحارية في قطارات الأنفاق بلندن يوم السابع من يوليو الماضي. وقد نفذت هذه الهجمات من جانب مسلمين ولدوا ونشأوا في بريطانيا ممن مول دافعو الضرائب البريطانيون تكاليف رعايتهم الصحية وتعليمهم المجاني، وحيث كان هؤلاء الدافعون يفترضون ان المهاجرين سيستوعبون أوتوماتيكيا التقاليد البريطانية في التسامح وحرية التعبير والديمقراطية.

ومما يثير المفارقة ان البريطانيين اعتقدوا انهم احد اقل البلدان الأوروبية عرضة للخطر من جانب الاسلام المتطرف على الرغم من الدعم البريطاني للحرب على العراق. وهناك 1.6 مليون مسلم فقط من بين سكان بريطانيا البالغ عددهم 60 مليون نسمة، بالمقارنة مع ستة ملايين مسلم (معظمهم من أصل شمال أفريقي) في فرنسا.

وقد حقق الكثير من مسلمي بريطانيا نجاحات مدهشة في الاندماج الاجتماعي. فمن الممكن أن يقال عن المسلمين من اصل هندي أو من شرق أفريقيا، والذين يشكلون ربع عدد المسلمين، انهم الجالية الأكثر نجاحا في البلد حيث توجد بينهم نسبة عالية من المليونيرية والخريجين والأطباء في المجتمع البريطاني.

ولا يرتاب كثيرون في الوقت الحالي بمخاطر نهوض الاسلام في أوروبا. فهذه لم تعد قضية سياسية. ان توني بلانكلي محافظ متشدد. ولكن فرانسيس فوكوياما مؤلف كتاب (نهاية التاريخ) وسطي في الاطار الليبرالي ويجادل بأن الاسلام في أوروبا هو «التحدي الأكبر للديمقراطية الليبرالية الغربية».

والسؤال هو: ما العمل بشان ذلك؟ تحاول أوروبا ان تقلص الهجرة ولكن ذلك يتعارض مع الحاجة الاقتصادية للعمال الشباب الذين يعوضون انخفاض معدلات الولادة الأوروبية. وتسعى اوروبا الى تشديد قوانينها المناهضة للارهاب ولكن ذلك يتعارض مع الارتياب القوي الذي نشأ في فترة ما بعد الهتلرية بالدول البوليسية والقوى الاستبدادية وعلى الضد من الفلسفة الأخلاقية السائدة التي تربط الشعور بالذنب فيما يخص العصر الكولونيالي مع مناهضة العرقية.

جواب بلانكلي يتمثل في شن حرب على التطرف الاسلامي ومن ثم شن حرب بالقوة والقسوة ذاتها التي شنت بها الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية. وهو يرى الحاجة ذاتها للقوة من أجل فرض الرقابة على وسائل الاعلام والاعتقال بدون محاكمة وعزل المشتبه فيهم والجماعات (مثل الأميركيين اليابانيين) وحماية حدود أميركا وتبني جمع المعلومات العرقية عن الأشخاص.

ويكتب قائلا «ان التحدي بالنسبة لأميركا والغرب هو أنه يجب علينا أن نحاول الى هذه الحد أو ذاك وفي الآن ذاته أن نحمي بلداننا من الاسلاميين، ونعزز قوتنا الثقافية وقوانيننا وقدرتنا العسكرية، ونتدخل بالقوة في العالم الاسلامي من أجل اقامة روابط اقتصادية وسياسية سليمة». ويضيف ان «هذه الأمور تتضمن اقامة عراق وأفغانستان يتمتعان بالحرية والاكتفاء الذاتي، وربما اذا ما حقق الاسرائيليون والفلسطينيون سلاما دائما، توظيف رؤوس الأموال في الضفة الغربية لتعزيز الرخاء المتبادل».

* خدمة واشنطن بوست

* فرصة الغرب الأخيرة.

* المؤلف: توني بلانكلي