السينمائيون العراقيون يسألون عن الأفلام الخام ومختبرات التحميض

TT

في الوقت الذي بدأت فيه دائرة السينما والمسرح في العراق نشاطاتها وإعادة نبض الحياة الى المسرح، غابت تماماً، في الجهة المقابلة الاعمال السينمائية التي ظلت مغيبة منذ سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003، أما الأسباب فهي تبدأ بشح الأفلام الخام، ولا تنتهي بهروب المهارات من البلاد.

ويرى الفنان محسن العزاوي ان العراق بحاجة لشراء التقنيات السينمائية التي يمكن أن تعيد الأمور إلى نصابها.

الفنان قاسم الملاك يقول، باتت السينما العراقية تفتقد إلى المواد الأولية، مثل الفيلم الخام بسبب كلفته المرتفعة، وهو السبب في تراجع السينما. لذا توجهت الشركات الفنية للتعويض عن الفيلم السينمائي بالافلام التلفزيونية، بتوفير الكاميرات والاجهزة الفنية التي تخص الاعمال التلفزيونية. وكذلك توقف المختبر الملون، هو عائق اخر.

الفنانة عواطف السلمان تقول: «كنا نتمنى من دائرة السينما والمسرح ان تقوم بمهام بعث الروح من جديد لواقع الثقافة العراقية وجسدها الهزيل، من خلال تبني وانتاج افلام سينمائية عراقية تطرح الواقع العراقي المؤلم، وتخصيص المبالغ الكافية للقيام بذلك، لأن هناك، وحسب اعتقادي، بوابات مفتوحة للصرف وامكانية استيراد اجهزة واشرطة». واضافت السلمان ليس من المعقول ان تتولى جهات اخرى انتاج افلام سينمائية والمشاركة بمهرجانات عالمية والحصول على الجوائز والشهادات، بعيدا عن دائرة السينما والمسرح العراقية.

وتقول الفنانة إقبال نعيم، ان السينما تتطلب وجود الكاميرات ومعامل التحميض والخبرة ومزيج الدراسة والتطبيق، وفي العراق توجد طاقات بشرية للعمل في السينما مع وجود كليات ومعاهد الفنون الجميلة، الا ان المؤسسات الثقافية لا تهتم بهم من خلال ارسالهم بدورات وبعثات الى الخارج لعرض افلامهم في المهرجانات، لا سيما ان هناك مهرجانات خاصة بالسينما في ألمانيا وفرنسا وأميركا، يستطيع من خلالها الفنانون العراقيون ان يبرزوا من اجل خلق جيل من الشباب السينمائي المثقف، ينهض بمشروع صناعة السينما العراقية.

واشارت نعيم الى ان الكثير من الخبرات السينمائية العراقية هاجرت الى الخارج في ظل الاوضاع التي يعيشها العراق، منهم قاسم حول وعبد الهادي الراوي، وبذلك فقد العراق وجوها لامعة في صناعة السينما.

أما الفنان ستار خضير فيقول «اخر فيلم سينمائي انتجته دائرة السينما والمسرح العراقية كان «الملك غازي»، ومثلت في حينها شخصية الملك، بعدها غيبت السينما العراقية، بحجة الافتقار للمادة الخام والمختبرات واعمال السلب والنهب».

من جهته قال رياض عبد الحافظ المرسومي مدير عام دائرة السينما والمسرح، ان الانتاج السينمائي الحقيقي له متطلباته ومستلزماته الصعبة وفي مقدمتها الشريط الخام والاجهزة والمعدات التي سرق معظمها او تقادم الزمن عليها، وان كانت هناك اجهزة ومعدات حديثة فانها تتطلب خطة مرنة وواقعية لاستثمارها، مع ايجاد مصادر التمويل، وامكانية جذب الأموال من داخل وخارج العراق. واكد المرسومي امكانية انتاج فيلم عراقي يحاكي العالم قريبا حول الاوضاع التي مرت بالعراق.