صقر أبو فخر يحاور نبيل الشويري حول «سورية.. وحطام المراكب المبعثرة»

TT

صدر حديثا عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» في بيروت، كتاب جديد للزميل صقر أبو فخر تحت عنوان «سورية.. حطام المراكب المبعثرة»، ويتضمن حوارا طويلا أجراه المؤلف مع نبيل الشويري، عن مدينة دمشق وتكوينها البشري الفريد. وعن الفئات الاجتماعية ذات السلطة، مثل الملاّك والتجار والدعاة ورجال الدين. كما تطرق الحديث الطويل مع الشويري، إلى حزب البعث متناولا تمزقاته العنيفة وتفسخ الحياة السياسية والاجتماعية في سورية منذ أوائل ستينات القرن العشرين فصاعدا. وهذا الكتاب هو حلقة جديدة في سلسلة الحوارات الشاملة التي دشنها الزميل صقر ابو فخر عام 1988 مع صادق جلال العظم، ثم أتبعه بحوار مميز مع أدونيس (2000) ثم كريم مروة (2002).

والكتاب الجديد الذي يقع في نحو 500 صفحة يرصد التحولات التي خضعت لها دمشق منذ بدايات القرن العشرين، والتغيرات التي عصفت بهذه المدينة وكيف تحولت من عاصمة لبلاد الشام طوال المرحلة العثمانية إلى عاصمة لدول شبه برية مع إعلان اتفاق سايكس بيكو. ويتجول الكتاب في حي الميدان الذي ولد فيه البعثي ميشال عفلق، ويرصد علاقة هذا الحي بدمشق العتيقة المنغلقة داخل أسوارها، وبالمدى المفتوح على سهول حوران وجبل الدروز في الجنوب. وفي الكتاب دحض لاعتناق عفلق الدين الإسلامي في ايامه الأخيرة.

ويروي الكتاب تاريخ «حزب البعث» متناولا أهم رجالاته أمثال عفلق وأكرم الحوراني وجلال السيد وصلاح البيطار ومنصور الأطرش. ويتطرق الكتاب أيضاً إلى الأحوال المضطربة التي نشبت في سورية بعد الاستقلال، لا سيما الانقلابات العسكرية. ويركز على اغتيال أنطون سعادة وعلى «دكتاتورية» أديب الشيشكلي وعلى جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، بالإضافة إلى عرض «انحدار» الحياة السياسية خلال الوحدة السورية ـ المصرية. كما يتطرق أبو فخر في كتابه إلى الصراعات الدموية التي احتدمت في «البعث» بين المجموعات التأسيسية والضباط الريفيين، منهم سليم حاطوم، مما أدى إلى تمادي الاضطرابات في سورية، التي كان من شأنها وأد الديمقراطية وطغيان الاستبداد، وأخيرا هزيمة حزيران 1967. اما أبرز ما يضيفه هذا الكتاب هو محاولة لقراءة 30 عاما من التاريخ المعاصر لسورية، وتحديدا وجودها في لبنان، وذلك انطلاقا من التجربة الشخصية للشويري، خصوصا حين هرب من سورية إلى لبنان ومنه إلى باريس بسبب صدور حكم بالإعدام في حقه.