أحمد عبد المعطي حجازي: أثر القرآن ممتد في شعري

TT

عن رحلته مع الكتابة قال الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي إن أول ما تأثر به في رحلته الإبداعية كان القرآن الكريم، فقد كان يحفظه وهو في الثالثة عشرة، وأشار إلى أن النص القرآني ما زال حاضراً في قصائده ويزداد حضوره كلما تقدم به العمر، لأن علاقته كشاعر باللغة التي تشكل وعاء الإبداع تصب في علاقته بالقرآن، كما تتجدد هذه اللغة على نحو آخر كلما قرأت أيضاً الشعر الجاهلي.

وذكر حجازي في الاحتفالية التي أقيمت أخيراً بالمجلس الأعلى للثقافة بمناسبة بلوغه السبعين إنه عندما يستمع إلى الشيخ محمد رفعت وهو يتلو آيات من الذكر الحكيم تنتعش ذاكرته القرآنية، وقال: أتصور أن في شعري أثراً واضحاً من القرآن، وقد حاولت في قصيدة «موعد في الكهف» أن أستفيد من الدال المفتوحة في نهاية كل آية في سورة الكهف، وأظن أن في شعري صوراً كثيرة تعود إلى آيات قرآنية بالذات، وهذا ربما نابع من تصوري أن علاقتي باللغة يجب أن تكون جزءاً من كيان الإبداع الشعري ككل وليس فقط مجرد التوسل بوسيلة محددة، وأنا أرى أن هناك نوعاً من القرابة بيني وبين اللغة تنبع من علاقتي بالقرآن الكريم.

وأضاف حجازي: بعد القرآن حاولت أن أجد علاقة بيني وبين الشعر القديم، وقد كان مقرراً علينا في المدارس منه ما يسر لي قراءته، وأظن أنني لم أجد نفسي إلا في معلقة طرفة بن العبد التي لا أجد في علاقتي الممتدة مع الشعر الجاهلي ما يعلو فوقها، حيث تتوارى علاقتي بأي نص آخر في الشعر الجاهلي في مواجهة علاقتي بمعلقة طرفة التي استثناها العميد طه حسين من أحكامه ضد الشعر الجاهلي حيث يراها غير منحولة. وتحدث حجازي بعد ذلك عن علاقته مع أبي نواس حيث قال إنه واحد من الشعراء المرموقين، فأنا عندما أقرأ قصائده أجد نفسي قريباً منه، مشيراً إلى أنه بعد رحلته مع الشعر العربي القديم وجد نفسه أكثر في الشعر الحديث وبالتحديد شعر الرومانتيكيين أمثال: علي محمود طه وإبراهيم ناجي ومحمود علي إسماعيل الذي تعلم منه كثيراً، أما الشعراء الكلاسيكيون أمثال أحمد شوقي وحافظ إبراهيم فقد ذكر أحمد عبد المعطي حجازي أنه للأسف الشديد في سنه المبكرة لم يجد نفسه في شعرهما العظيم.