خصصت مجلة «عراجين» الليبية عددها الرابع الصادر أخيراً لمناقشة ملفين رئيسيين، الأول يتناول مفهوم القبيلة في إطار الواقع الليبي، وهل هي بديل عن المجتمع المدني. والثاني يتناول مسيرة التعليم في ليبيا عبر خمسين عاماً من العطاء وتواصل الأجيال.
في الملف الأول ضم العدد أربع دراسات، فناقش سالم العوكلي مفهوم القبيلة في سياق منظومة المجتمع المدني والعلمانية، وحلل الالتباسات الشائعة حول فكرة التجانس في المجتمعات ومدى ارتباطها بأديان وطوائف وأعراق مختلفة.
وحول نشأة القبيلة وبنيتها الاجتماعية والثقافية، وكيف تتحول إلى مركز لسلطة سياسية تدور دراسة د. آمال سليمان «القبيلة والقبلية». ويبحث د. محمد المفتي في دراسته «جذور الدولة الوطنية في ليبيا» عن أشكال العلاقة التي تحكم أمور الحاكم والمحكومين، وكيفية تكوين الدولة الحديثة في ليبيا في إطار من الاحساس بالانتماء المشترك، وفي سياق الملف نفسه يناقش الدكتور محمد عبد المطلب الأبعاد المختلفة لحوار الأديان، منوهاً إلى أن العلمانية هي وحدها التي تضمن لأي مؤمن ممارسة عقيدته بحرية وفي أي رقعة من الأرض، كما أنها ـ في نظره ـ تدعم التصالح والعيش المشترك بين الدول والشعوب.
ويستعرض ملف التعليم تاريخ الجامعة الليبية في اطار التحولات التي مر بها المجتمع الليبي، وعبر شهادات مختصين عاصروا نشأتها وحملت ذكرياتهم الكثير من اللحظات الصعبة التي مرت بها.
وإضافة إلى هذين الملفين يتضمن عدد «عراجين» قراءة تشكيلية في لوحات محمود الحاسي، ومختارات من أدب يوسف القويري، ومجموعة من النصوص تتنوع ما بين الشعر والقصة والحوار الثقافي. ويتناول باب «مراجعات» عرضاً لعدد من الاصدارات والفعاليات الثقافية التي شهدها الواقع الثقافي الليبي في الآونة الأخيرة.
مجلة «عراجين» كتاب غير دوري، يطبع في القاهرة، ويرأس تحريرها الناقد الليبي ادريس المسماري.