ميريل ستريب في «مسرح المدينة» البيروتي

نضال الأشقر ورشيد الضعيف يحتفلان بنزع حجب النفاق

TT

ضحكا كثيراً وهما يقرآن رواية «تصطفل ميريل ستريب» للكاتب اللبناني رشيد الضعيف، فقررا أن يحوّلاها إلى عمل مسرحي، الكاتب الفرنسي ـ الجزائري محمد قاسمي كتب السيناريو، والفنانة نضال الأشقر أخرجتها. والجمهور اللبناني ينتظر أن يرى عملهما المشترك على الخشبة في السابع من مارس (آذار) المقبل.

وكانت هذه الرواية حين صدرت منذ سنوات قليلة، قد احدثت الكثير من الجدال بسبب محاولتها كشف الخبايا وخفايا النفاق الاجتماعي، وجرأتها، التي تقول عنها نضال الأشقر: «هذه الجرأة لها جذورها في موروث السرد العربي، منذ «ألف ليلة وليلة»، ومن هنا قوتها». وتشرح الأشقر: «حين قرأتُ «تصطفل ميريل ستريب» صُدمتُ، تعجبتُ، انقلبت على ظهري من الضحك وبكيت. قرأتها ووجدتني أتخيلها على الخشبة».

تحكي الرواية قصة «رجل وامرأة من بيروت، يلتقيان لأول مرة في مقهى الروضة. زواج مُدبّر. علاقة الرجل والمرأة، الأنثى والذكر في مجتمع ذكوري محض، قائم على معتقدات وتقاليد متوارثة». لكن الرواية لا تبقى هنا وإنما تأخذنا إلى لحظة الكشف الإنساني بامتياز، ونقض السائد القائم على ثقافة الصمت. أي أن الرواية ترينا كيف أننا نقول كلّ شيء. نتكلم نهاراً وليلاً لكننا لا نقول ما ينبغي أن يقال. إنه الخوف الذي يلجمنا في فكرنا وخيالنا وأجسادنا ويجعلنا وراء حجاب. حتى السافر في الظاهر مغطّى بحجاب. رشيد الضعيف ينزع الحجب عن وجوهنا، رجالاً ونساء. الرواية هنا فعل وجود وصيرورة. احتفال بالأنا عندما تستطع في داخلها شمس الحرية وتستطيع أن تعبِّر وتَعبر.

يقول الروائي رشيد الضعيف وقد علم أن عمله سيوضع على المسرح: «سررت لأن نضال الأشقر ضمت صوتها إلى صوتي لتعلن معي أن من حق الفنون لا بل من واجبها أن تدفع حدود الحرية إلى أبعد ما يمكن، حرية تناول المواضيع ومعالجتها، بلا تعيين سقف لها (ومن قبل من؟)، وبلا ممالأة ولا مراعاة تجافي أصول المعالجة الفنية».

ممثلا المسرحية هما رنا علم الدين وإيلي كرم، وسوف يعرض العمل بعد بيروت، في عواصم عربية أخرى: عمان، دمشق، تونس، القاهرة، الدار البيضاء، دبي وأبوظبي. كما ستعرض المسرحية في 17 يونيو (حزيران) على خشبة مسرح «رون بوان» في باريس.