«مش سحب أفلام» برنامج للتعريف بسينما الشباب الأردني

TT

«مش سحب أفلام» هو عنوان البرنامج التلفزيوني الأردني الجديد الذي يهدف لاتاحة الفرصة لصانعي الأفلام من الشباب الأردنيين لعرض اعمالهم أمام جمهور رحب. وكانت هذه الأفلام قد لاقت استحسان الجمهور خلال عروض جوالة نظمتها الهيئة الملكية الأردنية في أنحاء البلاد.

ويشمل البرنامج التلفزيوني عرضا للأفلام القصيرة، بالإضافة الى مقابلات مع صانعيها والممثلين، كما يستعرض ردود أفعال الجمهور التي حصل عليها طاقم إنتاج العمل عند عرضها على الناس في الشارع.

الأفلام التي يعرضها البرنامج، هي من صنع شباب أردنيين، مستقلين، تم تصوير أغلبها بكاميرات رقمية (ديجيتال) صغيرة، أو بكاميرات ثابتة أحيانا أخرى، وبميزانية تكاد تكون معدومة. وتتميز الأشرطة بالصراحة والجرأة في التعامل مع القضايا التي لا تزال تعتبر في أغلب الأوقات من «المحظورات» أو تلك التي تثير جدلا كبيرا. والأفلام تمثل خليطا من الوثائق والدراما والكوميديا.

العملان اللذان عرضا لغاية الآن، يحمل أحدهما عنوان «حمدان وزيدان» من إخراج باسم ناصر، ويرصد خلال نحو ربع ساعة حكاية مقابلة تلفزيونية لمراسل إعلامي رياضي «محلي» يجريها مع لاعب ناشئ في فريق الوحدات لكرة القدم. الشريط ينتقد بشدة أسلوب المراسل الإعلامي الرسمي الذي يحاول جاهدا إعطاء صورة مشرقة عن البيئة المحيطة باللاعب الصغير «حمدان»، مستهزئا في الوقت ذاته من طموحه في أن يصبح لاعبا محترفا ومشهورا كما هو حال اللاعب الفرنسي من اصل جزائري زيد الدين زيدان. ويظهر العمل الذي غلب عليه الطابع الكوميدي وتخلله حوار متبادل بين الطرفين، سذاجة المراسلين في التقديم، وهو ما تحفظ عليه أحد مقدمي النشرة الرياضية في التلفزيون الأردني قائلا ان الفيلم «ظلم» أداء الإعلاميين في وسائل الإعلام الرسمية، ومعللا بالقول انهم تجاوزوا تلك المرحلة منذ زمن.

«المواطن عربي» هو الفيلم القصير الثاني الذي عرض من إخراج يحيى العبد الله وتمثيل اياد العمري، حيث يصور حوارا داخليا، أو «مونولوج» لمواطن عربي مع نفسه أثناء انتظار حافلة الركاب في موقف عام. يجلس الرجل وتبدو عليه بوضوح أعراض المواطن الكادح الذي سحقته قسوة الحياة، الا أنها أبقت على روح فكاهية «واقعية» فيه، جعلته أثناء الحوار يتبادل الشتائم مع نفسه باستخدام الفاظ «عامية»، في محاولة لتأنيب نفسه على عدم الاهتمام بها، لرغبته في لفت انتباه فتاة جميلة مرت في الشارع ورأته على حاله تلك.

هذا العمل القصير الذي صاحبته موسيقى الجيتار، اضطر فيه المخرج لتنويع حركة الكاميرا التي بدت رشيقة، واظهار تفاعلات الحوار والحالة النفسية للمواطن عربي، والتركيز على تفاصيل في المشاهد التي لم ينتقل فيها موقع التصوير بعيدا عن الموقف. ويسجل للعملين اللذين عرضا الجرأة والاقتراب من «لغة» الشارع من دون عمليات تجميلية للواقع، رغم اقترابهما من فكرة «السكيتشات» القابلة للتطوير.

تأسست الهيئة الملكية الاردنية للافلام، التي ترعى البرنامج سنة 2003، بهدف المساهمة في تنمية وتطوير قطاع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، كما تسعى لتشجيع التبادل الثقافي من خلال ترويج الاردن كمركز جذب استثماري لمشاريع الإنتاج الأجنبي وتطوير البيئة المناسبة لتلك المشاريع. هذا وقد اكتسبت الهيئة العضوية الكاملة في الجمعية العالمية للهيئات السينمائية (AFCI)، وهي أول عضو شرق أوسطي فيه.