جائزة آستريد ليندغرين من نصيب الأميريكية كاثرين باترسون

الأولى في أدب الاطفال والثانية بعد نوبل

TT

في «فيمربي»، البلدة التي عاشت وابدعت فيها كاتبة الاطفال الشهيرة آستريد ليندغرين، والتي تحتضن الآن حياً من احيائها اطلق عليه اسم «حديقة آستريد» ويعد اكبر مسرح لشخصيات كتبها العديدة،

اعلن أخيراً عن جائزة هذه الكاتبة العالمية لهذا العام 2006، وهي الجائرة الادبية العالمية الاولى في مجال ادب الاطفال والناشئة والثانية في قيمتها بعد جائزة نوبل في الآداب، وقد كانت من نصيب الكاتبة الامريكية كاثرين باترسون. كاثرين باترسون ولدت في الصين عام 1932، واهتمت بعالم الطفولة وكتب الاطفال التي ترجمت الى لغات عديدة، وفي اتصال هاتفي معها في بيتها في الولايات المتحدة اجابت كاثرين على سؤال الاذاعة السويدية عن شعورها بالجائزة انها مسرورة جدا وقد ايقظها رئيس لجنة التحكيم من النوم ليخبرها بنيلها الجائزة التي سمعت وقرأت عنها ولكنها لم تكن تتوقع ان تكون من نصيبها.

دخلت باترسون عالم الكتابة للطفل في الستينات بروايات تاريخية والفت كتبا مصورة وقصصاً للاطفال الصغار، لكن شهرتها بدأت مع اهتمامها بكتب الشبيبة الناشئة، إذ الفت خمسة عشر كتابا تدور احداث قسم منها في بيئات تاريخية واخرى عن واقع الحياة المعاشة في الولايات المتحدة. لكنها لا تسلط على الاحداث الكبيرة المعروفة، بل ان ابطال قصصها تخلقهم من عالم الشبيبة الامريكية الناشئة في الاحياء الفقيرة واولئك الذين يعيشون على هامش المجتمع يجترون معاناتهم، وحسبما تقول في لقاء معها انها ارادت ان تمنح هؤلاء صوتا لا احد يملكه منهم، وانه في الوقت الذي يغتني آخرون يفتقر هؤلاء.

انها المرة الرابعة التي تمنح فيها هذه الجائزة تكريما لذكرى الكاتبة آستريد ليندغرين، وقد بررت لجنة التحكيم في سياق منحها جائزة هذا العام الى كاثرين باترسون بقولها: «إن أعمالها علاج نفسي رائع. انها تزحف تحت جلد الاطفال المهملين الذين تخلقهم في قصصها، وهي تتجنب البحث عن حلول سهلة للمشاكل، وبدلا عن ذلك تبتكر ابطال قصصها مشحونين بالقوة والشجاعة في الحياة».

اكثر كتب الفائزة شهرة هو بعنوان «جسر إلى تريبثيا»، وفيه تصف العلاقة الحميمية بين تلميذ اسمته جيس وتلميذة اطلقت عليها اسم ليسللي. ويحاول البطلان تخفيف ثقل المعاناة من خلال خلق عالم خيالي اطلقت عليه الكاتبة اسم «تارابيتا». في هذا العالم ـ الغابة يعيش تنين، وهذا التنين هو نسخة طبق الاصل من زميلتهما في المدرسة جانيس افري، وهي شخصية شريرة ولكنها تعاني في داخلها. في النهاية يتغير عالم جيس وليسللي. وهنا تترك الكاتبة للقارئ تفسير النهاية بطرق مختلفة.

ومن مؤلفاتها الأخرى: «مسرح الدمى والعصابة السرية»، و«صبي بلا اسم»، و«بكاء العندليب»، و«انظر الى الجبل»، و«جيلي هوبكين يجد بيته»، و«سونغ جيمي يو»، وغيرها. منذ البدء بتوزيعها العام 2003 نال جائزة آستريد ليندغرين ستة كتاب وكاتبات، اولهما الكاتبة النمساوية كريستينا نوستيلغر والرسام الامريكي من اصل بولوني ماوريس سانديك، وقد نالاها بشكل مشترك. وفي العام التالي كانت الجائزة من نصيب الكاتبة البرازيلية ليجيا بوجونغا نونيس، اما جائزة العام الماضي فقد حصل عليها كل من البريطاني فيليب بولمان والياباني ريوجي آراي. تمنح هذه الجائزة، في ذكرى كاتبة الاطفال الشهيرة آستريد ليندغرين، بعد رحيلها العام 2002 عن عمر ناهز الرابعة والتسعين، تقديرا لاسهاماتها الكبيرة في ادب الاطفال والدفاع عنهم، حيث خصصت الحكومة السويدية جائزة دولية تحمل اسمها بقيمة خمسة ملايين كرون (000 650 الف دولار امريكي)، اي ما يعادل نصف قيمة جائزة نوبل في الادب، من الناحية المادية بالطبع.

تمنح الجائزة في جميع مجالات ادب الاطفال: التأليف والرسم التوضيحي والعلم الروائي والى تشجيع ونشر ادب الاطفال، لشخص او اكثر، او لمؤسسة او اكثر من جميع انحاء العالم. وتقوم لجنة مؤلفة من اثني عشر عضوا باختيار الفائز او الفائزين، وكانت قد اختارت لهذا العام من بين 157 مرشحا بينهم، كتاب من مصر ولبنان وعمان ومؤسسة تامر الفلسطينية، والكاتبة الامريكية كاثرين باترسون.

وبخلاف جائزة نوبل، فإن جائزة آستريد ليندغرين مفتوحة واسماء مرشحيها معلنة، وفيما يتسلم الفائز بجائزة نوبل جائزته من يد ملك السويد في احتفال رسمي تقليدي في العاشر من ديسمبر، كانون أول، من كل عام، تمنح جائزة آستريد في مهرجان شعبي ترعاه ولية العهد فيكتوريا في مايو/ ايار.