مدخل إلى تاريخ العلوم بالمغرب

TT

صدر اخيرا عن دار الرشاد الحديثة للباحث المغربي ابراهيم حركات دراسة في ثلاثة اجزاء تحت عنوان «مدخل الى تاريخ العلوم بالمغرب المسلم حتى القرن التاسع الهجري» (الموافق للقرن 15 الميلادي).

يتعلق الجزء الاول من هذه الدراسة، الذي يقع في 458 صفحة من القطع المتوسط، بمجال العلوم الانسانية. اما الجزء الثاني، الذي يمتد على مدى 442 صفحة من نفس الحجم، فيبحث في الشرعيات والعقائد، بينما يخوض الجزء الثالث، الذي يقع في 242 صفحة من نفس الحجم ايضا، في التصوف. وتسلك الدراسة منحى استقصائيا من خلال قراءة افقية تواصل متابعتها لتواتر مختلف العلوم بالمنطقة المغاربية منذ الفتح الاسلامي حتى القرن التاسع الميلادي، وهي من خلال ذلك تستجلي عبرها جملة من الخواص التي ميزت الحياة السياسية ونتائجها على مختلف اوجه الحركة الروحية والفكرية والادبية بالمنطقة المغاربية.

كما تستعرض الدراسة بنوع من الاحاطة الموسوعية، وبالاعتماد على عدد كبير من المصادر والمراجع المخطوط منها والمطبوع بين عربي واجنبي، كثيرا من نتاجات اعلام المنطقة المغاربية خلال هذه المرحلة التاريخية، وتقف بكثير من التفصيل عند نتاجات وخواص مجموعة من اعلام الادب والفقه والتصوف والفلسفة التي طبعت بميسمها الحركة الفكرية العامة وشكلت معلما واضحا من معالمها.

بعد ذلك يركز المؤلف على تطور وتحول المذاهب الروحية والفكرية والفلسفية وهيمنة كل واحد منها على الآخر او تعايشها جميعا بحسب الفترات التاريخية كما، يقدم قراءات لها فائدتها المرجعية لعدد من المصادر ذات الاثر الرئيسي في مجال التخصص الذي تخوض فيه.

والكاتب ابراهيم حركات عضو في المجلس العلمي بالرباط، وفي اتحاد المؤرخين العرب ببغداد، وفي الجمعية الدولية لمؤرخي البحر الابيض المتوسط بايطاليا، واصدر عددا كبيرا من الدراسات والابحاث منها: «المغرب عبر التاريخ» في ثلاثة اجزاء عام 1965، و«النظام السياسي والحربي في عهد المرابطين» 1965، و«النشاط الاقتصادي الاسلامي حتى القرن التاسع الهجري» 1996، و«المجتمع الاسلامي والسلطة في العصر الوسيط» 1998، و«قصة المغرب مع البحر» بالفرنسية والعربية 1998.