الترابط بين التربية والسلوك الإنساني

الباحثة السعودية هند العريفي في «التعزيز التربوي»

TT

التعزيز مصطلح يهدف للارتقاء بالسلوك الإنساني إلى قمة الريادة والأدب الرفيع في جانبه الوصفي، وإلى قمة النفع في جانبه التأثيري والإنتاجي، ويأتي الجانب التربوي في قمة السلوك الإنساني من حيث أهميته وضرورته، ومن حيث تأثيره كذلك، والعلاقة بين الجانب التربوي والطبيعة الإنسانية علاقة متجذرة في عمق التلاحم بينهما؛ إذ لا تستقيم حال السلوك الإنساني بدون تربية، ولا يستطيع الجانب التربوي أن يثمر وينتج بعيداً عن مراعاة الطبيعة الإنسانية، والعوامل المتفرعة عنها.

وكتاب «التعزيز التربوي» لهند عبد الرحمن العريفي يؤكد ويوضح هذه الأهمية، إذ تناولت فيه، أولاً، تعريف مصطلح التعزيز بالنظر إلى الناحية الإجرائية والنتائج والخصيصة الانفعالية في سلوك الإنسان، وأهميته، وأهدافه، وأنواعه، وأشكاله، وضوابطه ومعوقاته، وتطبيقاته في الحديث النبوي الشريف، وفي المجتمع التربوي بمختلف فئاته، بالنسبة للطالب والمعلم والمشرف التربوي ومدير المدرسة والتعليمات المنظمة للعملية التعليمية أيضاً.

وتوصلت المؤلفة من خلال بحثها إلى عدد من القناعات المهمة، أولها أن التعزيز عملية تكاملية تعاونية لا يمكن أن ينتج فاعلية حقيقية بدون تعاون جميع أطرافه، وثانيها أن التعزيز منهج تربوي تحفيزي يهدف إلى تحقيق السلوك الإيجابي الفعَّال، وثالثها أن التعزيز وسيلة مهمة لكسب الآخرين ولاستكشاف الشخصية والقدرات. وركزت المؤلفة على أهم الأساليب والوسائل العملية للتعزيز من خلال نظريات علماء التربية والنفس وبحوثهم التطبيقية، يستوي في ذلك الأساليب المنطلقة من داخل الإنسان وتلك التي تأتي من الخارج مشيرة إلى الخطوات التي وضعها مالوت عام 1991م لاختيار النوع والأسلوب المناسب للتعزيز، وبخاصة في مجال ثبات التعزيز وكميته وتنويعه.

وركزت المؤلفة في مفتتح كتابها على أهمية الفهم الصحيح لمصطلح التعزيز، وعدم حصره في ربقة التشجيع فحسب، لأن التعزيز أوسع أفقاً وأعمق مفهوماً من مجرد التشجيع، بحكم أن التعزيز يأتي لتقوية المثيرات الإيجابية، ولمحو أو تخفيف المثيرات السلبية وهذا لا يوصف به التشجيع. وفي آخر الكتاب صممت المؤلفة ورش عمل وتدريبات على التعزيز، فالبحث بهذه المعطيات يعدُّ إضافة مفيدة للمكتبة التربوية، لاسيما في هذا الموضوع الذي لم يأخذ حقه من الاهتمام.