«العرب والغصن الذهبي» .. إعادة بناء الأسطورة العربية

TT

ياروسلاف ستيتكيفيتش، أستاذ متقاعد للأدب العربي في جامعة شيكاغو، له من المؤلفات باللغة الأدبية العربية الحديثة :«التطورات المعجمية والأسلوبية» و«صبا نجد: شعرية الحنين في الشعر العربي الكلاسيكي 1992» .

في هذا الكتاب «العرب والغصن الذهبي» يفتح المؤلف آفاقاً أمام القارئ العربي لم يعهدها في قراءة التراث الأدبي، فهو إذ يقرأ قصة ثمود، تلك القبيلة العربية البائدة، من خلال ما كتبه عنها الإخباريون والقصاص والمفسرون، فإنه يعيد قراءة تاريخها على صعيدين: يعنى الأول بكشف التاريخ الفعلي الذي عاشته ثمود عبر التاريخ، كما كتب في الوثائق والمدونات، ويعنى الثاني بكشف الأسطورة التي تركتها ثمود في الخيال العربي قبل الإسلام.

وما ان تمّ ترميم هذه الأسطورة العربية، حتى صارت أساساً للدراسة المقارنة للأسطورة والرمز، بدءاً من غصن ثمود الذهبي، وصولاً إلى نقاش أدبي شديد التركيز للملاحم الكلاسيكية الأولى والثانوية (جلجامش وهوميروس وفرجيل) .

تدافع المقدمة عن وجود «ميثولوجيا» عربية، وتتابع في قسمها الأكبر، الآثار المبعثرة لأوصال الأسطورة في الثقافة العربية.

ويقدم الفصل الأول المصادر النصية الأساسية للكشف عن الغصن الذهبي، ومن بينها القرآن الكريم، وكتب الحديث، والسيرة النبوية، وقصص الأنبياء، وكتب التفسير، ودوائر المعارف. وعلى أساس هذه المواد نستطيع ترميم أسطورة ثمود العربية، ونبدأ معها بتلمس المعضلة الملغزة للغصن الذهبي الثمودي الذهبي.

ويوضح الكتاب كيف يبرز البعد المأساوي للأسطورة الثمودية إلى الصدارة في التراث الشعري العربي الكلاسيكي في مقابل البعد الأخلاقي الذي يبرز في كتب التفسير، ثم يقدم تاريخاً مغايراً للتدوين الأسطوري، لأفول مدينة القوافل الثمودية.

ويناقش السابع الوجه الأسطوري والكارثي في «الصيحة» النهائية التي ميزت دمار ثمود.

أما الفصل الثامن فيتخذ من «الغصن الذهبي» لجيمس فريزر نقطة انطلاق له ليصل إلى تذييل الدراسة المقارنة للملحمة القديمة والكلاسيكية بنظرة تفضي إلى مزيد من التحديد والتأويل لرمز الغصن الذهبي. وأخيراً تضع الخاتمة الغصن الذهبي العربي في قلب أسطورة عربية تنتج تطابقاً رمزياً لقدار، ذابح ناقة صالح ، وصالح بني ثمود نفسه، وصولاً إلى العصور اللاحقة.