الخطوط الحمراء في سياسة دار فيشر الألمانية

مشروع لدعم ترجمة الكتب الألمانية إلى اللغة العربية

TT

الكتب التي تسيء للأديان السماوية ورموزها، والمشاهد الجنسية التي تمثل محاذير رقابية تعوق حركة الكتب عبر حدود البلدان العربية، هي معايير أساسية يعمل طبقاً لها المسؤولون في دار فيشر الألمانية عندما يختارون كتبهم للترجمة إلى اللغة العربية، كما تقول كريستين شوستر مسؤولة بيع حقوق نشر وتوزيع كتب فيشر.

وتضيف شوستر، في هذا اللقاء معها الذي جرى في القاهرة على هامش زيارة سريعة لها: «هناك بالطبع صعوبات كثيرة تعوق انتقال الكتب بشكل عام بين حدود البلدان العربية، وهناك إحجام طبيعي من معظم دور النشر العربية لترجمة الكتب بسبب التكلفة الباهظة التي تتكبدها حتى يصل الكتاب إلى مسئولي التوزيع ويبدأ دورة بيعه للقارئ العربي».

إن مسؤولي الدار، طبقاً لها، يعرفون ذلك، ولذا بدأوا في مشروع لدعم انتقال الكتب الألمانية إلى الدول العربية وترجمتها، وقد رصدوا ميزانية لدعم ترجمة الكتب إلى العربية، وهذا ما يساعد على رواج عمليات بيع حقوق نشر إصداراتهم، كما حصل مع دار الكتاب الجديد في لبنان عندما نشرت ترجمة لكتاب «صراع الحضارات» للمفكر الألماني هارولد موللر، الذي نشر الكتاب في العام الماضي.

درست شوستر الأدب الفرنسي واللاتيني والعلوم السياسية في فرانكفورت بالإضافة إلى الأدب البرتغالي، ولها تجربة كبيرة في عمليات بيع الإبداع الروائي والشعري خارج الحدود الألمانية وذلك منذ أن كانت تعمل في وكالة مارتن الألمانية منذ 13 عاماً وقبل انتقالها للعمل في دار فيشر، وقد ساعدتها دراستها للأدب على ترويج، وبالتالي بيع الكثير من الأعمال الإبداعية لكتاب ألمان منهم توماس بروسغ الذي أصدرت له دار شرقيات بالقاهرة رواية »النهاية القصيرة لشارع الشمس»، وقد تمت الترجمة بدعم معهد غوته بالقاهرة، كما باعت حقوق نشر رواية «جوزيف وإخوته» للمؤلف بودن بروك والتي حصل بها على جائزة «نوبل» وقد أصدرتها في أربعة أجزاء دار المدى السورية.

وتشير شوستر أنها تتحرك في عملها بدار فيشر في مساحة واسعة من الإبداعات والمؤلفات النقدية والفكرية، حيث تملك الدار حقوق نشر أعمال توماس مان، وكافكا، وفرويد وغيرهم من المبدعين. وتقول شوستر «إنني معجبة بالتطورات التي حدثت في مجال تسويق الكتاب العربي، وأعتقد أن ظهور وكالات تسويق ونشر في البلدان العربية مثل وكالة سفنكس ودار الكتاب الإلكتروني وغيرها سوف يساعد كثيراً في وصول الإبداعات العربية إلى القارئ العربي وسوف يزيد من عمليات الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، ولمثل هذه الوكالات دور كبير في ترشيح الأعمال الجيدة للناشرين في أوروبا من أجل ترجمتها، لأن الناشر الغربي لا يبحث عن الكتب العربية، لكنه ينتظر ترشيحها عن طريق آخرين سواء كانوا مترجمين ألماناً أو دارسين يعيشون في ألمانيا، وهناك مشكلة أساسية تعوق عمليات ترجمة وإصدار الكتب العربية لدينا، وتتمثل في عدم وصول معلومات دقيقة وواضحة عن الكتب المرشحة للترجمة، وعلى الناشرين أن يقوموا بتوفير هذه المعلومات بحيث يتعرف الناشرون بسهولة على الأعمال المقدمة لهم».

وأشارت شوستر إلى أن دار فيشر «تتمتع بميزة كبيرة في مجال التوزيع حيث تملك الكثير من نقاط التوزيع في أغلب المناطق الألمانية، وهذا يضمن لها الكثير من الرواج».