فن الإدارة الناجحة في القرن الواحد والعشرين

الإداريون المحترفون وإسهامات الموظفين ونجاح المؤسسة

TT

اسم وظيفتك لا يهم قدر ما يهم دورك

الذي تمارسه، والعمل الذي تقوم به. فأنت تعتبر مساهماً حيوياً في عملية

إنجاح الفريق الذي ترأسه، أو القسم الذي تعمل

فيه، أو حتى القطاع الذي تديره. لكن لماذا لا يدرك الإداريون أنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين، الذي يتميز بفكر جديد، وثقافة جديدة؟

نشأت إيرين أوهارا مؤلفة الكتاب في براتسفيل بنيويورك، وتخرجت من جامعة بيي ستيت في بوسطن لتحصل على درجة الماجستير في علوم السكريتارية، ثم درست علم الموارد البشرية، لتحصل على شهادته في عام 1998. تعمل إيرين أوهارا أيضاً رئيساً لمنظمة «الامتياز الإداري»، وهي منظمة عالمية للتدريب والاستشارات الإدارية. وتستهدف تلك المنظمة التنمية الشخصية، والإدارية لمحترفي الإدارة وأصحاب المهن التنفيذية والإدارية.

سواء كنت مساعداً إدارياً، أو سكرتيراً تنفيذياً، أو موظفاً للاستقبال، أو حتى مدير مكتب محلي صغير، فذلك الكتاب موجه إليك بالدرجة الأولى، فقط إذا كنت تبحث عن الامتياز الإداري، وتسعى خلف تقدير عملك بشكل أكبر وأعظم.

إسم وظيفتك لا يهم قدر ما يهم دورك الذي تمارسه، والعمل الذي تقوم به. فأنت تعتبر مساهماً حيوياً في عملية إنجاح الفريق الذي ترأسه، أو القسم الذي تعمل فيه، أو حتى القطاع الذي تديره. وينبغي عليك التعلم، وتوسيع حجم مداركك، حتى يمكنك السيطرة على بيئات العمل الفوضوية، وتظل على علم ومعرفة بالتكنولوجيات والتقنيات الحديثة. أما قدرتك على تنفيذ مهمتك الوظيفية بفعالية، فذلك أمر يتطلب العديد من المهارات والسمات، والخبرات التي تحتاج إلى تعلمها واكتسابها.

ولكن مع كل تلك المتطلبات، يظل هناك العديد، والعديد من المنظمات التي تهمش دور محترفي الإدارة. من المعروف أن دعم العناصر الجيدة يسفر في أغلب الأحيان عن التقدير والاحترام. ولكن هناك العديد من المشكلات التي تواجه المنظمات، والهيئات الإدارية. ونذكر من تلك المشكلات نقص وسائل التواصل، ومحدودية التغذية المرتجعة، وقصور الإدراك. فهناك العديد من المديرين ممن لا يدركون العلاقة بين إسهامات الموظفين، ونجاح المؤسسة.

وعلى الصعيد الآخر، هناك بعض المشكلات الفردية التي تؤدي إلى تقليص الإسهامات التي تقوم بها إلى الحد الأدنى. ونذكر من تلك المشكلات عدم تقديرك لذاتك نفسها، والدور الذي تقوم به، والمسؤوليات التي تحملها على عاتقك، ومدى أهميتك للمؤسسة. كل ذلك يمثل أفكارا هدامة تؤدي بشكل مباشر إلى تقليص الإسهامات التي يقوم بها للمنظمة، وتدمير نجاحك الشخصي كمحترف إداري.

لماذا يتبنى العديد من الإداريين قيماً ضعيفة في عمليات الإدارة؟ لماذا لا يقدر الإداريون حق قدرهم في العديد من المنظمات والهيئات الإدارية؟

لماذا يتعمد بعض الإداريين تقليص دورهم الإداري، وتقليص قيمهم الإدارية التي تحكم ذلك الدور التنظيمي؟

لماذا لا يدرك الإداريون أنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين، الذي يتميز بفكر جديد، وثقافة جديدة؟

إجابات كل تلك الأسئلة تفسر تعثر الإداريين في عملية التطور والنمو، سواء كان المخطئ هو نحن، أو مرؤوسونا، أو حتى مديرونا.

قالت عالمة الأنثروبولوجي الاجتماعية (مارغريت ميد) ذات مرة: «ليس هناك من شك أن مجموعة صغيرة تملك أفكاراً رائعة، والتزاماً صادقاً بإمكانها تغيير العالم بأسره». ولا عجب، فالتغيير لا بد له أن يأتي من مكان ما، على يد شخص ما. فلماذا لا يكون هذا المكان، وذلك الشخص أنت شخصياً؟ أنت تتفهم جيداً ضرورة وأهمية ما تفعله، وأهمية التدريب، والتعلم التي تساعد على فهم أعمق وأكبر للوظيفة الإدارية. وعلى ذلك، فإن كل يوم جديد يحمل إليك فرصة جديدة وعظيمة لصنع فرق كبير في المؤسسة، وخلال بيئة العمل التي تعيش فيها، ولا يهم إذا كنت تعمل بمكتب محلي صغير، أو بمؤسسة عالمية مشهورة لها سمعة جيدة. فجميع محترفي الإدارة يسعون إلى تحمل المسؤوليات، وإلى استغلال الفرص للتوجه نحو مستقبل شخصي ومنظم أفضل، في خلال بيئة العمل، أياً كانت تلك البيئة.

إذا كنت مستعداً لتحمل بعض المخاطر، ولدفع ذاتك إلى آفاق جديدة، سيمكنك بالتالي من صنع فرق كبير في بيئة العمل، وفي حياتك الشخصية على حد سواء. ولتحقيق ذلك، لديك طريقان لتسلكهما. أحدهما يتلخص في تذليل الصعوبات حتى يتسنى للإمكانيات المتاحة مواجهتها، والآخر يتلخص في توسيع تلك الإمكانيات لترقى إلى مستوى تلك الصعوبات، وبالتالي يتسنى لك مواجهتها والتغلب عليها. وبالطبع الطريق الثاني له فوائد أعظم، حيث أنه يوسّع المدارك، ويجعلك تواجه الصعوبات المحتملة بأفكار جديدة، وأفعال جديدة، وسلوكيات مختلفة.

الجديد في هذا الكتاب أنه لا يطرح حلولاً متطرفة، من شأنها أن تغير طبيعة عملك إلى الحد الأقصى، بل يطرح مجرد تغييرات بسيطة يمكنك أن تضيفها إلى أسلوبك، وإذا تبنيتها، تغير نظامك الإداري إلى الأفضل، دون الحاجة إلى تغيير حياتك بأكملها. أما المخاطر، فهي شخصية، وأنت صاحب اليد العليا والو

وحيدة في عملية اتخاذها. فالتغيرات البسيطة من شأنها صنع فروق كبيرة.

من شأن تلك الأهداف الثلاثة أن تؤثر بشكل كبير على وظيفتك، وكيفية تقبل زملائك لك في البيئة المكتبية للعمل.