مقاطع من (الناسك)

TT

يرحل الشعراء

واحداً، بعد آخر، في آخر الليل

لم يحملوا معهم غير زاد الفقير

وتذكرة لم تؤرخ...

أقول لهم: لا تحثوا الخطى

انتظروا ساعة حسب، يا إخوتي...

نحن في آخر الليل،

لكنهم يرحلون...

....

....

السماء ليست مُدلهمَّة. الغيوم فقط هي التي تهبط

عميقاً، سوداً تبدو ورمادية. الفجر ملتبس، لكنه

الفجر. أقول لغيمة تتردد بيضاء في زاوية من

السماء: أنت لي، أيتها المتهللة المهللة. كنت

انتظرتك طوال الليل، بينما أنت تحت الوسادة،

تجذبين خصلاتي وتمسدين. إذاً، ستظلين معي.

وحيثما تكوني أكن. سأقول: إن السماء صافية...

سأقول: النهار أنت.

صباح الخير أيها الفتى!

يرحل الشعراء

واحداً، بعد آخر، في آخر السطر...

كيف انتهيتم إلى النقطة الصفر؟

كيف انتهيتم؟

وأين تركتم قناديلنا، ورؤوس الجبال؟

ألم تنظروا، لحظة، في عيون القطط؟

نحن في آخر السطر

لكنكم ترحلون...

....

هذا الجبل الذي لا يحد. هذا الجبل الذي نعرف

سوف ألتقط في قنته ذرق النسور، والعسل.

الأزهار بلا أسماء. كذلك خيوط النبع، والذئاب

التي تستاف روائح القرى. ثمة الممرات: دروب

الماعز والمهربين. الجنود ليسوا ضيوف الجبل. قبر

الولي ينعم بخضرة شرائطه. ومن بيوت نجهلها تأتي

نسوة وأطفال، بالخبز والشموع.

صباح الخير، أيها الجبل!