واشنطن ترمم لوحات فسيفساء سورية وأخرى جدارية في الأردن

TT

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستخصص منحا مالية، تبلغ حوالي ثلاثة ملايين دولار أميركي، هذا العام، لدعم مشاريع ثقافية في 76 بلدا موزعة على مشاريع المحافظة على المواقع التاريخية والأثرية حول العالم، بالإضافة إلى صيانة مجموعات المتاحف الفنية وأساليب التعبير التقليدية كالموسيقى والرقص واللغات.

وأوضحت دينا حبيب باول، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الثقافية، وهي من أصل مصري أن المشاريع المدعومة، يبلغ عددها 87 مشروعاً، من بينها لوحات فسيفسائية يمتد تاريخها من القرن الخامس حتى

العاشر للميلاد من مدن منسية في شمال سورية، كانت تزين أرضيات وجدران الكنائس والحمامات والمنازل الفخمة، وجداريات نبطية في كهوف البيضا بالأردن، إضافة إلى ترميم مسجدين تاريخيين في تنزانيا، وصيانة حوالي ألفي حلية قديمة تجسد تاريخ كازاخستان.

وكان الكونغرس الأميركي، أصدر تعليماته إلى وزارة الخارجية بتخصيص ميزانيات معينة لمساعدة الدول في المحافظة على تراثها الثقافي. وتمت زيادة المخصصات في كل عام حتى وصلت الآن إلى 3 ملايين دولار، بعد أن كانت مليون دولار فقط عام 2001 . وقد قدم البرنامج، منذ بدء العمل به، 379 منحة لـ108 بلدان.

وقالت دينا باول في بيان أصدرته الخارجية الأميركية إن «جهود الولايات المتحدة في المحافظة على تراث الثقافات الأخرى تثبت تقدير أميركا واحترامها لتلك الثقافات».

ويأتي دعم هذه المشاريع في إطار برنامج «صندوق السفير للمحافظة على التراث»، الذي يختار مشاريع المحافظة على التراث على أساس الحاجة الماسة، وتأثيرها ونوعية الاقتراحات المقدمة إليه. وكما يشير اسم الصندوق، يتم تلقي الاقتراحات من سفراء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم. وقد تلقى مركز التراث الثقافي التابع لمكتب الشؤون التعليمية والثقافية، الذي يشرف على إدارة البرنامج، 164 اقتراحاً هذا العام.

ومن المقرر أن تساعد إحدى منح هذا العام متحف التاريخ القومي في قرقيزيا في المحافظة على مجموعة الحلي الموجودة لديه، والتي تعود إلى الفترة الممتدة من العصر البرونزي حتى الآن. وقد ساء حال المجموعة بسبب عدم توفر المكان الملائم لحفظها، كما أشار الاقتراح الذي قدم بشأنها إلى أنه لم يتم عرض بعض القطع إطلاقاً في قرقزستان، كالحلي الذهبية التي يعود تاريخها إلى القرنين الرابع والخامس. وجاء في الاقتراح أنه كان قد عثر على تلك الحلي في عمليات تنقيب عن الآثار، وهي مصنوعة من مواد محلية، مما يجعلها قيمة جداً للأبحاث المتعلقة بتطور المنطقة عبر العصور.

كما تساعد منحة أخرى في المحافظة على مسجدين في جزيرة بمبا قرب ساحل تنزانيا، يعود تاريخهما إلى أواسط القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، وما زال المؤمنون يؤمونهما للصلاة فيهما.

ويتميز المسجدان بمعالم تجمع بين الهندسة المعمارية السواحيلية والشيرازية، ولكن حالتهما سيئة وقد أصبحا بحاجة إلى الترميم. تجدر الإشارة إلى أن المنطقة التي يقع فيها المسجدان، هي من أكثر مناطق تنزانيا فقراً وبعدا، وقد أشار الاقتراح إلى أنهما «عنصران مهمان جداً في ثقافة هؤلاء القرويين. وعندما سئل القرويون أيهما أهم بالنسبة لهم إيصال المياه النقية إلى القرية أم ترميم المسجدين التاريخيين، أجمع زعماء القرية على أن ترميم المسجدين أهم».

وبين مشاريع المحافظة على التراث الأخرى التي حظيت بتمويل من صندوق السفير في عام 2006:

ـ مساكن شيدت في الفترة الممتدة من عام 1500 قبل الميلاد حتى عام 400 للميلاد في موقع أثري في تشيريبا، ببوليفيا.

ـ ناج باهال هيتي، وهي شبكة مياه يعود تاريخها إلى عام 500 وما زالت مصدراً رئيسياً للمياه لسكان باتان، كما أنها جزء من موقع التراث العالمي في وادي كاتماندو في نيبال؛

ـ مخطوطات تتضمن تعاليم دينية بوذية في الصين تعود إلى عهد حكم سلالتي منغ وكنغ.

ـ منسوجات وأقمشة مطرزة قديمة جداً، زُين الكثير منها بالحجارة والمعادن الكريمة، في متحف أميرانشفيلي للفنون في تفليس، بجورجيا.