«شباب الرياض» رواية سعودية جديدة تتناول السلبيات الاجتماعية والمسكوت عنه

يترقب كاتبها السماح بإدخالها للسوق

TT

ينتظر أن تثير رواية سعودية جديدة تتناول أوضاعاً وظواهر اجتماعية عديدة، من بينها علاقات عاطفية تنتهي بالفراق، بعد أن تواجه قيوداً اجتماعية ورقابية، ردود فعل متباينة في الوسط الاجتماعي السعودي كتلك التي أثارتها رواية «بنات الرياض» للكاتبة رجاء بنت عبد الله الصانع، التي أصدرتها «دار الساقي» قبل عام واحد من الآن.

والرواية التي صدرت أخيرا عن «دار الشفق» في بيروت، هي الأولى للسعودي طارق بن بندر العتيبي، وتحمل عنوان «شباب الرياض»، يسرد فيها قصة شباب صغار من أسرٍ مختلفة، جاءوا من شمال السعودية إلى وسطها بهدف «الدراسة والعمل»، فقصدوا وسط العاصمة السعودية، وعاشوا فيها لسنوات متنقلين بين أحيائها وأسواقها، وسط سلسلة من الأحداث والتحديات الصعبة التي تواجههم، قبل أن يدخل اثنان منهم في دوامة مثيرة من العلاقات العاطفية مع فتيات من الطبقة الغنيّة. وينتظر أن تحظى الرواية التي يترقب كاتبها السماح بإدخالها إلى السوق السعودي، بنصيب من الجدل والنقد إذ تعرضت الرواية للعلاقات العاطفية بين الجنسين والصعوبات التي تواجهها، متناولةً بشكل ناقد، الخلط القائم بين ما وصفه الكاتب بـ«الحبّ» والآخر «العبث»، فيما اعترف الكاتب بأنه عمد إلى إزالة عنوان الرواية الذي قام بوضعه مسبقاً، بعد أن اقتبس عنوانها الحالي من الرواية الأكثر جدلاً حتى الآن «بنات الرياض» والتي يقول الكاتب انه استفاد منها كثيراً.

وتتناول الرواية التي يصل عدد صفحاتها إلى «165» صفحة من القطع المتوسط، المسكوت عنه في مصير علاقات الحب المخفيّة التي تحصل في عالم الشباب المثير وتتوارى غالباً خلف هذا العالم، لتنتهي بالفراق، متأثرةً بالانعكاسات الشديدة التي تحدثها الثقافة المجتمعية على الميول العاطفية لدى الشبان والفتيات، مع عرض غير مسبوق لبعض الخطوط الاجتماعية الحمراء التي يرسمها المجتمع ممثلاً بالقبيلة والعشيرة والعائلة وتتعلق غالباً بالزواج، إلى جانب القيود الرقابية الاجتماعية التي تدفع بعلاقة الحب بين الشاب والفتاة، لأن تقع بين طرفي كماشة، وذلك من خلال أحداث تراجيدية يسكبها الكاتب في قالب بسيط، تختلط فيه اللغة العربية الفصحى باللهجة العامية الدارجة.

وأوضح طارق العتيبي مؤلف الرواية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن روايته التي قسّمها إلى خمسة فصول، كلفته من الوقت والجهد الشيء الكثير، حيث تضمنت أحداثاً واقعية بنسبة سبعين في المائة، ملمحاً إلى أن شخصيات الرواية التي من بينها طلال، سعود، أحمد، نهى، مشاعل، وآخرون هم أبطال حقيقيون مع إضافات يتطلبها الطرح الأدبي.

وأشار العتيبي الذي شبّه روايته بالمرآة التي تعكس وجه المجتمع كاملاً على أعين الناس، لتريهم الواقع بكل أبعاده إلى أن هذه التجربة الروائية الواقعية بدأت بفكرة جاءت بعد أحداث حقيقية شهد أكثرها مع أقربين وأصدقاء، ويضيف حول ذلك: «رأيت أن ثمة تجارب وأحداثا لا بد أن يسجلها الأدب والتاريخ ليقرأها الجميع»، لافتاً إلى أن فئة الشباب في بلاده تزخر بالمواهب العلمية والأدبية، فيما أراد من خلال روايته هذه أن يقول «انتبهوا نحن هنا.. نرقب كل شيء بدقّة».

ويأمل الشاب طارق الذي يحمل شهادة في برمجة الحاسب الآلي أن تحقق الرواية أهدافها التي كتبت من أجلها، ويقول عن ذلك: «الرواية احتوت على أحداث تجلت فيها بعض الأوجه السلبية المتكررة كجعل الدين غطاء لممارسات خاطئة، والعنف الأسري، والتعصب القبلي، كما تطرقت إلى المنع الاجتماعي الذي يحول من دون تزويج شاب وفتاة ينتميان إلى طبقتين مختلفتين، والنظر إلى العلاقات العاطفية الشريفة بين الشاب والفتاة بعين الغضب، إلى جانب تناول موضوعي لسلبيات منع المرأة من قيادة السيارة، وأحداث أخرى تتضمن نقداً بنّاءً لبعض الأجهزة الحكومية».